منتدى بلدية الزيتونة


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى بلدية الزيتونة
منتدى بلدية الزيتونة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(( جواب سؤال حول حديث : الوائدة والموءودة في النار ، وحكم أطفال المشركين ))

اذهب الى الأسفل

(( جواب سؤال حول حديث : الوائدة والموءودة في النار ، وحكم أطفال المشركين ))  Empty (( جواب سؤال حول حديث : الوائدة والموءودة في النار ، وحكم أطفال المشركين ))

مُساهمة من طرف إسماعيل الجمعة يوليو 22, 2011 1:04 am

(( جواب سؤال حول حديث : الوائدة والموءودة في النار ، وحكم أطفال المشركين ))

سئلت عن حديث : ( الوائدة والموءودة في النار ) وهل فيه تعارض مع قوله تعالى : ( وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) ؟ وقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ؟
فأجبت وبالله التوفيق ، ومنه وحده المدد سبحانه وتعالى :


لا إشكال بحمد الله تعالى ؛ فإن هذا الحديث محمول على أن الموءودة علم الله تعالى أنها من أهل النار ؛ فأخبر نبيه عليه الصلاة والسلام بذلك ، كما صح في البخاري برقم ( 3401 ) و مسلم برقم ( 2661 ، 2380 ) مرفوعاً : ( إن الغلام الذي قتله الخضر طُبع يوم طبع كافراً ، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً ) 0
وهذا لا يعني كما يقول ابن القيم في ( شفاء العليل ) 2 / 778 - 279 أن كفر الغلام كان موجوداً قبل أن يولد ، ولا في حال ولادته ؛ فإنه يولد على الفطرة السليمة ، وعلى أنه بعد ذلك يتغير ويكفر ، ومن ظن أن الطبع على قلبه ، وهو الطبع المذكور على قلوب الكفار فهو غالط ٌ ؛ فإن ذلك لا يقال فيه : طبع يوم طبع ، إذ كان الطبع على قلبه إنما يوجد بعد كفره 0
ونقل عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أن الغلام كان مميزاً غير بالغ ويجوز أنه كان في تلك الشريعة قتل المميز الكافر ( 2 / 808 - 809 ) 0

أو قد يقال بأن ذلك مؤول بما ذكره بعضهم من أن الوائدة هنا هي القابلة التي ترضى بدفن البنت في الحفرة كما كانوا يفعلونه في الجاهلية ، والموءودة بأنها الأم أي الموءودة لها ؛ وهذا احتمال فيه ما فيه 0 ( مرقاة المفاتيح ) 1 / 312 - 315 لعلي القاري ؛ فقد أفاض في الموضوع وذكر الاختلاف في أطفال المشركين 0

وعلى كل حال ؛ فالصحيح المختار أن أطفال المشركين خدم أهل الجنة كما صح بذلك حديث صححه شيخنا في ( الصحيحة ) برقم ( 1468 ) بطرقه وشواهده ؛ وضعف السند الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) 3 / 246 من حديث سمرة فأصاب ؛ لكنه قصر رحمه الله فلم يذكر شواهده وطرقه كما فعل شيخنا رحمه الله 0

وفي المسألة أقوال كثيرة أوردها الحافظ هناك ؛ لكن أرجحها الحديث الذي صححه شيخنا ، فيمكن أن يحمل حديث ( الوائدة والموءودة في النار ) على مثل حديث : ( هم من آبائهم )
( الله أعلم بما كانوا عاملين ) رواه أبوداود وصحح سنده شيخنا في ( صحيح أبي داود ) برقم ( 4712 ) وأصله في( الصحيحين ) لكن بدون زيادة : ( هم من آبائهم ) 0
وقد يكون هذا الحديث كان قبل أن يعلم النبي عليه الصلاة والسلام بكونهم خدم أهل الجنة كما في الحديث المتقدم ؛ ولعله مما قد يشهد لهذا التأويل ما رواه عبد الرزاق كما في ( الفتح ) 3 / 247 أن خديجة رضي الله عنها سألت رسول الله عليه الصلاة والسلام أول مرة فقال : هم مع آبائهم ، ثم سألته فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، ثم سألته بعدما استحكم الإسلام فقال : هم على الفطرة أو قال : في الجنة ) وضعفه الحافظ بسبب سليمان بن أرقم ؛ والصواب أنه حديث ضعيف جداً ؛ فسليمان الصحيح أنه متروك الحديث كما جزم عدد من الأئمة ؛فلا فائدة من هذا الشاهد !
ومال شيخ الإسلام ابن تيمية إلى حديث : ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) وأنه لا يحكم لمعين منهم بجنة ولا نار ، وأنه جاء في عدة أحاديث أنهم يوم القيامة في عرصات القيامة يؤمرون وينهون ، فمن أطاع دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار 0
قال : وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة 0 ( الفتاوى ) 24 / 372 - 373 0
قلت : أما الرواية التي ذكرها شيخ الإسلام فهي لا تثبت أيضاً : رويت من حديث أبي سعيد الخدري عند البزار ، وفيه : عطية العوفي قال الهيثمي : وهو ضعيف ! قلت : ومدلس ، وقد عنعن ! ( زوائد البزار ) برقم 2176 0
ومن حديث أنس عند البزار برقم 2177 ؛ وفيه ليث بن أبي سليم قال الهيثمي : وهو مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح !
قلت : لو قال : وقد عنعن لأفادنا ؛ ولكنه لم يقل ذلك ، مع أنه قد عنعنه فعلاً !
ثم هو ضعيف 0
وروي من حديث معاذ عند الطبراني لكن فيه : عمرو بن واقد وهو متروك هالك كما قال الذهبي في ( الميزان ) 3 / 291 - 292 ، وانظر ( مجمع الزوائد ) 7 / 216 - 217

قلت : يمكن تقوية موضع الشاهد من هذه الأحاديث ؛ وهو امتحان الطفل الصغير بالشاهدين اللذين لم يشتد ضعفهما ؛ فيكون كلام شيخ الإسلام حينذاك مقبولاً 0
وقد صح : ( أربعة يحتجون يوم القيامة 0000 ) لكن لم يذكر منهم الصغير 0

فلعل أعدل الأقوال أن يقال : هم خدم أهل الجنة ممن أطاع الأمر في العرصات ؛ فنجمع بين الحديثين على فرض تحسينه كما تقدم ، وهذا لا يمنع أن يكون بعضهم في النار بسبب عصيانه للأمر كما في الحديث الذي قد يقبل التحسين ؛ وهؤلاء وهؤلاء كلهم يصح أن يقال عنهم : ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) 0

أما ما رواه الدارمي - وانفرد به فلا أعلم له عند غيره أصلاً - في ( المسند ) برقم
( 2 ) أن رجلاً أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقصته في الجاهلية وكيف أنه دفن ابنته حية وهي تقول : يا أبتاه ! يا أبتاه ! وبكاء الرسول وقوله : ( إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا ؛ فاستأنف عملك ) 0
فهذا حديث معضل الإسناد : بين راويه الوضين ( صدوق سيئ الحفظ ورمي بالقدر )
ابن عطاء ، وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام مفاوز تُقطع دوناها أعناق الإبل !!

وأما حديث : ( النبي في الجنة ، والشهيد في الجنة ، والمولود في الجنة ، والوئيد في الجنة ) فهذا ضعفه شيخنا في ( ضعيف الجامع ) برقم (5985 ) ؛ لكنه قواه في
( تخريج المشكاة ) المسمى هداية الرواة برقم ( 3779 ) بشواهده عند البزار ( كشف الأستار ) 3 / 30 - 31 ، وهو كما قال رحمه الله ؛ وحينذاك فلا بد من تأويل حديث :
( الوائدة والموءودة في النار ) بما تقدم بيانه ، والله أعلم 0

هذا ما خلصت إليه بعد البحث في هذه المسألة ؛ فإن كان صواباً فمن الله تعالى وحده ؛ وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله منه بريئان 0


وكتب / علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=279

إسماعيل
Admin

عدد المساهمات : 831
تاريخ التسجيل : 18/12/2010

https://smail36.0wn0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى