من أخص خصائص أهل السّنة ومن أعظم أصولهم وأبرز علاماتهم: أنهم يُبغضون البدع وأهلها
صفحة 1 من اصل 1
من أخص خصائص أهل السّنة ومن أعظم أصولهم وأبرز علاماتهم: أنهم يُبغضون البدع وأهلها
من أخص خصائص أهل السنة والجماعة: القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم.
[تواردَ كلامُ أئمة السّنة الذين صنّفوا في اعتقاد أهل السنة والجماعة على أن من أخص خصائص أهل السّنة ومن أعظم أصولهم وأبرز علاماتهم: أنهم يُبغضون البدع وأهلها، ويقومون على أهل البدعة أعظم قيامٍ وأكبره.
هذا من أعظم وأجلّ وأكبر علامات وشعائر أهل السّنة، شعارهم أنهم يحاربون الشرك وأهله، ويطاردون البدعة وأهلها، ولا يهادنون في ذلك ولا يُسالمون.
والأئمة الذين صنّفوا في اعتقاد أهل السّنة تواردوا جميعاً على إثبات هذا الأصل من أصول أهل السنة والجماعة وبيّنوا هذه العلامة العظيمة من علامات أهل السّنة، وهي فارقةٌ بين السّني ومَن تشبه بالسّني وليس منه في قليلٍ ولا كثيرٍ.
مِن هؤلاء الأئمة: الإمام أحمد، وولده عبدالله، والخلال، والبربهاري، والآجري، واللالكائي، والصابوني، والأصبهاني، وأبو الحسن الأشعري، وغيرهم لا تكادُ تخلو مصنفاتهم من النص على هذا الأصل مع تأصيله وسَوق الأدلة عليه وإيراد كلام السّلف من الصحابة ومَن تبعهم بإحسانٍ على تأسيسه وتقعيده ورفع شاراته ووضع دعائمه.
قال أبو عثمان الصابوني -رحمه الله- في (عقيدة السلف) في بيان علامات أهل السنةويُبغضون أهلَ البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين - ولا يجادلونهم في الدين -ولا يناظرونهم، ويرون صَون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرّت بالآذان وقرّت في القلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخَطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله -عز وجل- قوله: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الشورى:21].
وذكر -رحمه الله- ما اتفق عليه أهل السنة من ذلك ؛فقال: (واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم).
هذا عقيدة السلف للإمام الصابوني -رحمه الله- يذكر هذا الاتفاق -هذا الإجماع-، قال: واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم.
وقال الأصبهاني -رحمه الله- في كتابه الجليل (الحُجة في بَيان المَحَجّة): (وعلى المرء محبة أهل السنة أي موضعٍ كانوا رجاء محبة الله له -إنه يحب أولياء الله فيحبه الله- فعلى المرء محبة أهل السنة أي موضعٍ كانوا -من الأرض من شرقٍ وغربٍ من شمال وجنوب- رجاء محبة الله له، وعليه بُغض أهل البدع أي موضعٍ كانوا حتى يكونَ ممَن أحب لله وأبغضَ لله، وعليه ترك مجالسة أهل البدع ومعاشرتهم؛ لأن ترك مجالسة أهل البدع وترك معاشرتهم سنة).
يقول الأصبهاني الإمام -رحمه الله-: (وترك مجالسة أهل البدع ومعاشرتهم سنة، لئلا تعلق بقلوب ضعفاء المسلمين بعض بدعتهم وحتى يعلم الناس أنهم أهل البدعة، ولئلا تكون مجالستهم ذريعة إلى ظهور بدعتهم).
وحكى أبو الحسن الأشعري -رحمه الله تعالى- في كتابه (مقالات الإسلاميين)- حكى جملة معتقد أهل السنة أصحاب الحديث- ومما قال: (ويرون مجانبة كل داعٍ إلى بدعة، والتشاغلَ بقراءة القرآن وكتابة الآثار والنظر في الفقه).
وقال ابنُ أبي زَمَنِينَ -رحمه الله تعالى-: (ولم يزل أهلُ السنة يعيبون أهلَ الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم ويخوّفون فتنتهم ويخبرون بخلافهم ولا يرون ذلك غِيبةً لهم).
ولا يرون ذلك غيبةً لهم، بل هو من أعظم ما يُتقرب به إلى الله إن استقامت الطريقة وخلصت النية؛ لأن المرء ربما رد على مبتدع مُشاقٍ معاند بما هو فيه وكما ينبغي أن يردّ ولكنه لا يردّ حين يردّ لله وإن كان كلامه حقاً في حقيقته مستقيماً على طريقته ولكنه يكون راداً عليه لبغضٍ له في قلبه أو منافسةٍ له على رئاسة أو ما أشبه فلا يكون رده لله.
وما من عملٍ يُقبل عند الله حتى يكون خالصاً لله؛ فلابدّ من إخلاص النية في الرد أولاً ثم يكون الرد على منهاج النبوة كما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-.
وذكر البربهاري في (شرح السنة) وأبو نُعيمٍ في (الحلية) وابن بطة في (الإبانة الكبرى) واللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد) عن سفيان الثوري -رحمه الله- قال: (مَن أصغى بأذنه إلى صاحب بدعةٍ خرج من عصمة الله، ووكُل إليها -يعني إلى البدع-).
وذكر البربهاري وابن بطة واللالكائي بإسنادٍ صحيح عن الفضيل بن عياض -رحمه الله- قال: (لا تجلس إلى صاحب بدعة؛ فإني أخاف أن تنزلَ عليك اللعنة).
قال: لا تجلس إلى صاحب بدعة؛ فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة، هم أعظم السّراق؛ لأن السّراق الذين يعتدون على مالك ويَسْتَلِبُون أشياءك إنما يأخذون عَرَضَاً من عَرَض الدنيا، وأما الذي يسرق قلبك ويسلب روحك فإنه يدمر آخرتك، هم أعظم السّراق.
قال الفضيل -رحمه الله-: (مَن أحب صاحب بدعةٍ أحبط اللهُ عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه). أخرجه أبو نُعيمٍ وابنُ بَطّة واللالكائي بإسنادٍ صحيحٍ.
وقال -رحمه الله- كما ذكر البربهاري وأبو نعيم وابن الجوزي في (تلبس إبليس): (مَن عظّم صاحب بدعةٍ، فقد أعان على هدم الإسلام، ومَن تبسّم في وجه مبتدع فقد استخفّ بما أنزل اللهُ على محمد -صلى الله عليه وآله وسلّم-، ومَن زوّج كريمته من مبتدعٍ فقد قطع رحمها، ومَن تَبِعَ جنازة مبتدع لم يزل في سَخَط الله حتى يرجع).
هذا أصلٌ من أصولِ الديانة، ومَعْلَمٌ من معالم الشريعة، وهو أمس ما يكون رحماً بعقيدة المرء المسلم، وهو من دعائم وعلائم منهاج النبوة كما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ولم يكن السلف من الصحابة ومَن تبعهم بإحسان يغترون بزهد الرجل ولا بحسن ألفاظه وتتبعه لآثار أهل العلم ولا بكثرة وعظه الناسَ ولا بغير ذلك ما لم يكن على السّنة النبوية والجادة السلفية، ما كانوا يأبهون له ولا يعبئون به، بل يجعلونه وراءهم ظهرياً مع التنفير من طريقته والتحذير من سلوك منهجه.]اهـ
[انتهى من خطبة الجمعة "إنهم طاعون القلوب" لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان -حفظه الله-]
المصدر
[تواردَ كلامُ أئمة السّنة الذين صنّفوا في اعتقاد أهل السنة والجماعة على أن من أخص خصائص أهل السّنة ومن أعظم أصولهم وأبرز علاماتهم: أنهم يُبغضون البدع وأهلها، ويقومون على أهل البدعة أعظم قيامٍ وأكبره.
هذا من أعظم وأجلّ وأكبر علامات وشعائر أهل السّنة، شعارهم أنهم يحاربون الشرك وأهله، ويطاردون البدعة وأهلها، ولا يهادنون في ذلك ولا يُسالمون.
والأئمة الذين صنّفوا في اعتقاد أهل السّنة تواردوا جميعاً على إثبات هذا الأصل من أصول أهل السنة والجماعة وبيّنوا هذه العلامة العظيمة من علامات أهل السّنة، وهي فارقةٌ بين السّني ومَن تشبه بالسّني وليس منه في قليلٍ ولا كثيرٍ.
مِن هؤلاء الأئمة: الإمام أحمد، وولده عبدالله، والخلال، والبربهاري، والآجري، واللالكائي، والصابوني، والأصبهاني، وأبو الحسن الأشعري، وغيرهم لا تكادُ تخلو مصنفاتهم من النص على هذا الأصل مع تأصيله وسَوق الأدلة عليه وإيراد كلام السّلف من الصحابة ومَن تبعهم بإحسانٍ على تأسيسه وتقعيده ورفع شاراته ووضع دعائمه.
قال أبو عثمان الصابوني -رحمه الله- في (عقيدة السلف) في بيان علامات أهل السنةويُبغضون أهلَ البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين - ولا يجادلونهم في الدين -ولا يناظرونهم، ويرون صَون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرّت بالآذان وقرّت في القلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخَطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله -عز وجل- قوله: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الشورى:21].
وذكر -رحمه الله- ما اتفق عليه أهل السنة من ذلك ؛فقال: (واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم).
هذا عقيدة السلف للإمام الصابوني -رحمه الله- يذكر هذا الاتفاق -هذا الإجماع-، قال: واتفقوا -يعني أهل السنة- على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخذائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرّب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم.
وقال الأصبهاني -رحمه الله- في كتابه الجليل (الحُجة في بَيان المَحَجّة): (وعلى المرء محبة أهل السنة أي موضعٍ كانوا رجاء محبة الله له -إنه يحب أولياء الله فيحبه الله- فعلى المرء محبة أهل السنة أي موضعٍ كانوا -من الأرض من شرقٍ وغربٍ من شمال وجنوب- رجاء محبة الله له، وعليه بُغض أهل البدع أي موضعٍ كانوا حتى يكونَ ممَن أحب لله وأبغضَ لله، وعليه ترك مجالسة أهل البدع ومعاشرتهم؛ لأن ترك مجالسة أهل البدع وترك معاشرتهم سنة).
يقول الأصبهاني الإمام -رحمه الله-: (وترك مجالسة أهل البدع ومعاشرتهم سنة، لئلا تعلق بقلوب ضعفاء المسلمين بعض بدعتهم وحتى يعلم الناس أنهم أهل البدعة، ولئلا تكون مجالستهم ذريعة إلى ظهور بدعتهم).
وحكى أبو الحسن الأشعري -رحمه الله تعالى- في كتابه (مقالات الإسلاميين)- حكى جملة معتقد أهل السنة أصحاب الحديث- ومما قال: (ويرون مجانبة كل داعٍ إلى بدعة، والتشاغلَ بقراءة القرآن وكتابة الآثار والنظر في الفقه).
وقال ابنُ أبي زَمَنِينَ -رحمه الله تعالى-: (ولم يزل أهلُ السنة يعيبون أهلَ الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم ويخوّفون فتنتهم ويخبرون بخلافهم ولا يرون ذلك غِيبةً لهم).
ولا يرون ذلك غيبةً لهم، بل هو من أعظم ما يُتقرب به إلى الله إن استقامت الطريقة وخلصت النية؛ لأن المرء ربما رد على مبتدع مُشاقٍ معاند بما هو فيه وكما ينبغي أن يردّ ولكنه لا يردّ حين يردّ لله وإن كان كلامه حقاً في حقيقته مستقيماً على طريقته ولكنه يكون راداً عليه لبغضٍ له في قلبه أو منافسةٍ له على رئاسة أو ما أشبه فلا يكون رده لله.
وما من عملٍ يُقبل عند الله حتى يكون خالصاً لله؛ فلابدّ من إخلاص النية في الرد أولاً ثم يكون الرد على منهاج النبوة كما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-.
وذكر البربهاري في (شرح السنة) وأبو نُعيمٍ في (الحلية) وابن بطة في (الإبانة الكبرى) واللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد) عن سفيان الثوري -رحمه الله- قال: (مَن أصغى بأذنه إلى صاحب بدعةٍ خرج من عصمة الله، ووكُل إليها -يعني إلى البدع-).
وذكر البربهاري وابن بطة واللالكائي بإسنادٍ صحيح عن الفضيل بن عياض -رحمه الله- قال: (لا تجلس إلى صاحب بدعة؛ فإني أخاف أن تنزلَ عليك اللعنة).
قال: لا تجلس إلى صاحب بدعة؛ فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة، هم أعظم السّراق؛ لأن السّراق الذين يعتدون على مالك ويَسْتَلِبُون أشياءك إنما يأخذون عَرَضَاً من عَرَض الدنيا، وأما الذي يسرق قلبك ويسلب روحك فإنه يدمر آخرتك، هم أعظم السّراق.
قال الفضيل -رحمه الله-: (مَن أحب صاحب بدعةٍ أحبط اللهُ عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه). أخرجه أبو نُعيمٍ وابنُ بَطّة واللالكائي بإسنادٍ صحيحٍ.
وقال -رحمه الله- كما ذكر البربهاري وأبو نعيم وابن الجوزي في (تلبس إبليس): (مَن عظّم صاحب بدعةٍ، فقد أعان على هدم الإسلام، ومَن تبسّم في وجه مبتدع فقد استخفّ بما أنزل اللهُ على محمد -صلى الله عليه وآله وسلّم-، ومَن زوّج كريمته من مبتدعٍ فقد قطع رحمها، ومَن تَبِعَ جنازة مبتدع لم يزل في سَخَط الله حتى يرجع).
هذا أصلٌ من أصولِ الديانة، ومَعْلَمٌ من معالم الشريعة، وهو أمس ما يكون رحماً بعقيدة المرء المسلم، وهو من دعائم وعلائم منهاج النبوة كما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ولم يكن السلف من الصحابة ومَن تبعهم بإحسان يغترون بزهد الرجل ولا بحسن ألفاظه وتتبعه لآثار أهل العلم ولا بكثرة وعظه الناسَ ولا بغير ذلك ما لم يكن على السّنة النبوية والجادة السلفية، ما كانوا يأبهون له ولا يعبئون به، بل يجعلونه وراءهم ظهرياً مع التنفير من طريقته والتحذير من سلوك منهجه.]اهـ
[انتهى من خطبة الجمعة "إنهم طاعون القلوب" لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان -حفظه الله-]
المصدر
مواضيع مماثلة
» العلامة الفوزان يوضح معنى قول بعض السلف أن أهل البدع كالعقارب
» الموقف الصحيح من أهل البدع
» نسف القاعدة الفاسدة للحزبيين (( الردود تقسي القلوب ))
» هل من يرد على أهل البدع يعتبر مجاهداً في سبيل الله
» كيف تكون المعاملة مع أهل البدع - العلامة صالح الفوزان
» الموقف الصحيح من أهل البدع
» نسف القاعدة الفاسدة للحزبيين (( الردود تقسي القلوب ))
» هل من يرد على أهل البدع يعتبر مجاهداً في سبيل الله
» كيف تكون المعاملة مع أهل البدع - العلامة صالح الفوزان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى