كلام الشيخ العلامة صالح السحيمي عن موقف المسلم من الفتن الحاصلة اليوم، وثناؤه على الشيخ رسلان (26 شوال 1434هـ)
صفحة 1 من اصل 1
كلام الشيخ العلامة صالح السحيمي عن موقف المسلم من الفتن الحاصلة اليوم، وثناؤه على الشيخ رسلان (26 شوال 1434هـ)
[جديد] كلام الشيخ العلامة صالح السحيمي عن موقف المسلم من الفتن الحاصلة اليوم، وثناؤه على الشيخ رسلان (26 شوال 1434هـ)
السّؤال:
يقول: يسأل عن -الله المُستعان- كثرة الفِتَن الآن في الدّول المجاورة؟
الجواب:
تكلّمنا عنها مراراً هذه الفتن -نسألُ الله أن يقيَنا وإيّاكُم شرّها-.
والمطلوب يا عبد الله هُوَ: أن تَدْعُوَ للمُسلِمين في تلك الدّول بأن يحقن الله دماءهم، وأن يُزيل عنهم الفِتَن، وأن يُوحِّد صفوفهم على التّوحيد، وأن يُوحِّدوا الصّفوف على السُّنّة، وأن يأخذَ بأيديهم إلى برّ النّجاة.
ثُمّ وصيّة خاصّة لهم سبق أن ذكرتها وكرّرتُهَا وهِيَ: أن يجتهدوا في رأب الصّدع، والاستماع للمشايخ الذينَ يقضون بالحقِّ وبه يعدلون، والذين لم يقعوا في هذه الفِتَن -وللهِ الحمدُ والمنّة-؛ فاسألوهم وارجعوا إليهم من أمثال الشيخ: مُحمّد سعيد رسلان -وفّقه الله- وغيره من أهل العلم الطيِّبين الذينَ ما غيّرت فيهم هذه الفِتَن ولا في طرحهم ولا في قُدُراتهم، فالْزَمْهُم والْزَم غَرْزَهُم وخُذ العلمَ عنهُم، أمّا هذه العواطف وهذه المسيرات التِي هي من نسج أعداء الإسلام وهي من فعل الماسونيّة العالميّة والصّهيونيّة العالميّة وقد -وللأسف- طبّقها بعض المُسلِمين والمنتسبين للإسلام! فوقعوا في أمور لا تُحمَد عقباها، هاهُم يعيشون كثيرًا من الفوضى والدّمار والخراب والقاتل والمقتول وما إلى ذلك، فعلينَا أن ننصحَ لَهُم وأن نُوجِّهَهُم وأن نُبصِّرَهُم في دينهم، فانتبهوا.
أمّا نحنُ وموقفنا هُوَ: أن ندعُوَ لهم بأن يردّهم الله إلى دينهم ردًا جميلاً، وأن يحفظَ دماءهم وأن يكلأ صغارهم وكبارهم، وأن يُوحِّد صفوفَهُم، وأن يأخذوا العبرة ممّا تقدّم ويطوُوا صحيفة الماضي ويتكاتفوا على كلمةٍ سواء على توحيدِ الله سُبحانه وتعالى.
المُشكلة: أنّ كثيرًا من هؤلاء لا ينظرون إلى هذا الأساس، وكأنّ البعض منهُم تنطبق عليهِ الآيَة: ﴿..إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ -والعياذُ باللهِ- عندمَا يُقال لَهُم: ارجعوا إلى الله، تُوبوا إلى الله، أقبلوا على الله، استغيثوا بالله، استعينوا بالله، اعتمدوا عليه، توكّلوا عليه، أحبّوه، خافوه، اُرجُوه، هذا هُوَ المطلوب، لاسيَّما في هذه الظّروف.
على المُسلِم أن يجتهد في أن ينأى بنفسه أوّلا عن الفتن قبل كلّ شيء؛ ينأى بنفسه عنها، ويَبْتَعد عنها، ولا يدخُل فيها، ولا يَلُج فيها، ولا يقتحمها، فإنّها أوّل ما تأتي لها زخرف ينخدع به كثيرٌ من النّاس، ولذلك قال العُلَماء: الفِتَن أوّل ما تقع يُدرِكُهَا العُلَماء، ولكنّ سائر النّاس لا يُدركونها إلاّ بعد أن (كلمة لم أفهمها) بماذا؟ من شرّها ونارها -والعياذُ باللهِ-.
لذلكَ: نقل الإمامُ البُخاريّ في باب الفِتَن استشهاد السّلف بهذه الأبيات لامرؤ القيس:
الحربُ أوّل ما تَكُون فتيَّةً *** تَسْعَى بزينَتِها لِكُلِّ جَهُولِ
حتَّى إذا اشتعلَتْ وشبَّ ضِرامُهَا *** وَلَّتْ عجوزًا غير ذاتِ حليلِ
شنطاءُ يُكرَهُ لونُهَا وتغيّرت *** مكروهةً للشمِّ والتّقبيلِ
كانُوا يتمثّلون بها عند حدوث الفتن، يعني: عندما تبدُو تزدهر والنّاس تشرئبُّ أعناقُهم إليها، ويظنّون أنّ فيها الخير! وفيها الخرابُ والدّمارُ للأُمّة جمعاء.
فابتعدوا عن هذه الفِتَن، وتمسّكوا منهَا وتخلّصوا منها بلزوم ذكرِ اللهِ، لزوم تلاوة القرآن، لزوم الرّجوع إلى العلماء الرّبانيِّين، عدم الجريان وراء أراجيف الأنترنت بما فيه مِن تويتر أو فيس بوك أو غيرهما أو يوتيوب أو غيرها، واحذروا من كُلِّ ما يُضادّ المنهج الحقّ من الذينَ يقعونَ في الفِتَن ويُريدونَ أن يُوقِعُوكُم فيها، لأنّ البعض منهُم لا يهمّه أن يسْلَم! إنّما يهمُّهُ أن يَقعَ غيرُهُ! فَاعْتَبِرُوا يا أولي الأبصار، نعم.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
02 / ذو القعدة / 1434هـ
(للتحميل)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من فتاوى فضيلة الشّيخ العلاّمة: صالح بن سعد السّحيميّ -حَفِظَهُ اللهُ-، يوم 26 شوال 1434هـ.
المصدر
السّؤال:
يقول: يسأل عن -الله المُستعان- كثرة الفِتَن الآن في الدّول المجاورة؟
الجواب:
تكلّمنا عنها مراراً هذه الفتن -نسألُ الله أن يقيَنا وإيّاكُم شرّها-.
والمطلوب يا عبد الله هُوَ: أن تَدْعُوَ للمُسلِمين في تلك الدّول بأن يحقن الله دماءهم، وأن يُزيل عنهم الفِتَن، وأن يُوحِّد صفوفهم على التّوحيد، وأن يُوحِّدوا الصّفوف على السُّنّة، وأن يأخذَ بأيديهم إلى برّ النّجاة.
ثُمّ وصيّة خاصّة لهم سبق أن ذكرتها وكرّرتُهَا وهِيَ: أن يجتهدوا في رأب الصّدع، والاستماع للمشايخ الذينَ يقضون بالحقِّ وبه يعدلون، والذين لم يقعوا في هذه الفِتَن -وللهِ الحمدُ والمنّة-؛ فاسألوهم وارجعوا إليهم من أمثال الشيخ: مُحمّد سعيد رسلان -وفّقه الله- وغيره من أهل العلم الطيِّبين الذينَ ما غيّرت فيهم هذه الفِتَن ولا في طرحهم ولا في قُدُراتهم، فالْزَمْهُم والْزَم غَرْزَهُم وخُذ العلمَ عنهُم، أمّا هذه العواطف وهذه المسيرات التِي هي من نسج أعداء الإسلام وهي من فعل الماسونيّة العالميّة والصّهيونيّة العالميّة وقد -وللأسف- طبّقها بعض المُسلِمين والمنتسبين للإسلام! فوقعوا في أمور لا تُحمَد عقباها، هاهُم يعيشون كثيرًا من الفوضى والدّمار والخراب والقاتل والمقتول وما إلى ذلك، فعلينَا أن ننصحَ لَهُم وأن نُوجِّهَهُم وأن نُبصِّرَهُم في دينهم، فانتبهوا.
أمّا نحنُ وموقفنا هُوَ: أن ندعُوَ لهم بأن يردّهم الله إلى دينهم ردًا جميلاً، وأن يحفظَ دماءهم وأن يكلأ صغارهم وكبارهم، وأن يُوحِّد صفوفَهُم، وأن يأخذوا العبرة ممّا تقدّم ويطوُوا صحيفة الماضي ويتكاتفوا على كلمةٍ سواء على توحيدِ الله سُبحانه وتعالى.
المُشكلة: أنّ كثيرًا من هؤلاء لا ينظرون إلى هذا الأساس، وكأنّ البعض منهُم تنطبق عليهِ الآيَة: ﴿..إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ -والعياذُ باللهِ- عندمَا يُقال لَهُم: ارجعوا إلى الله، تُوبوا إلى الله، أقبلوا على الله، استغيثوا بالله، استعينوا بالله، اعتمدوا عليه، توكّلوا عليه، أحبّوه، خافوه، اُرجُوه، هذا هُوَ المطلوب، لاسيَّما في هذه الظّروف.
على المُسلِم أن يجتهد في أن ينأى بنفسه أوّلا عن الفتن قبل كلّ شيء؛ ينأى بنفسه عنها، ويَبْتَعد عنها، ولا يدخُل فيها، ولا يَلُج فيها، ولا يقتحمها، فإنّها أوّل ما تأتي لها زخرف ينخدع به كثيرٌ من النّاس، ولذلك قال العُلَماء: الفِتَن أوّل ما تقع يُدرِكُهَا العُلَماء، ولكنّ سائر النّاس لا يُدركونها إلاّ بعد أن (كلمة لم أفهمها) بماذا؟ من شرّها ونارها -والعياذُ باللهِ-.
لذلكَ: نقل الإمامُ البُخاريّ في باب الفِتَن استشهاد السّلف بهذه الأبيات لامرؤ القيس:
الحربُ أوّل ما تَكُون فتيَّةً *** تَسْعَى بزينَتِها لِكُلِّ جَهُولِ
حتَّى إذا اشتعلَتْ وشبَّ ضِرامُهَا *** وَلَّتْ عجوزًا غير ذاتِ حليلِ
شنطاءُ يُكرَهُ لونُهَا وتغيّرت *** مكروهةً للشمِّ والتّقبيلِ
كانُوا يتمثّلون بها عند حدوث الفتن، يعني: عندما تبدُو تزدهر والنّاس تشرئبُّ أعناقُهم إليها، ويظنّون أنّ فيها الخير! وفيها الخرابُ والدّمارُ للأُمّة جمعاء.
فابتعدوا عن هذه الفِتَن، وتمسّكوا منهَا وتخلّصوا منها بلزوم ذكرِ اللهِ، لزوم تلاوة القرآن، لزوم الرّجوع إلى العلماء الرّبانيِّين، عدم الجريان وراء أراجيف الأنترنت بما فيه مِن تويتر أو فيس بوك أو غيرهما أو يوتيوب أو غيرها، واحذروا من كُلِّ ما يُضادّ المنهج الحقّ من الذينَ يقعونَ في الفِتَن ويُريدونَ أن يُوقِعُوكُم فيها، لأنّ البعض منهُم لا يهمّه أن يسْلَم! إنّما يهمُّهُ أن يَقعَ غيرُهُ! فَاعْتَبِرُوا يا أولي الأبصار، نعم.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
02 / ذو القعدة / 1434هـ
(للتحميل)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من فتاوى فضيلة الشّيخ العلاّمة: صالح بن سعد السّحيميّ -حَفِظَهُ اللهُ-، يوم 26 شوال 1434هـ.
المصدر
مواضيع مماثلة
» كلام الشيخ صالح السحيمي في حكم الانتخابات
» :: كلام مضحك مبكي عن القراء الفجار :: الشيخ صالح السحيمي
» هذه وصيتي لأطفاء الفتن - - - الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
» صالح بن سعد السحيمي موقف أهل السنّة من العالم إذا أخطأ 21/09/1435هـ
» سيرة العلامة الشيخ السلفي محمد أمان جامي رحمه الله يرويها تلميذه الشيخ السحيمي
» :: كلام مضحك مبكي عن القراء الفجار :: الشيخ صالح السحيمي
» هذه وصيتي لأطفاء الفتن - - - الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
» صالح بن سعد السحيمي موقف أهل السنّة من العالم إذا أخطأ 21/09/1435هـ
» سيرة العلامة الشيخ السلفي محمد أمان جامي رحمه الله يرويها تلميذه الشيخ السحيمي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى