نصيحة شيخنا العلامة الجابري لأبنائه في الإمارات حول فتنة دعاة الإصلاح
صفحة 1 من اصل 1
نصيحة شيخنا العلامة الجابري لأبنائه في الإمارات حول فتنة دعاة الإصلاح
تفريغ نصيحة الشيخ عبيد الجابري لأبنائه في الإمارات:
إضغط هنا لسماع المادة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ،أما بعد
فهذه رسالة متضمنة لبعض الأسئلة من أبنائكم من دولة الإمارات يقول صاحبها:
شيخنا المفضال نظراً لما نلتمسه من حرصكم على اجتماع الكلمة في دولة الإمارات وحرصكم على أبنائكم أن لا يتأثروا بالأفكار المخالفة والبدع المضلة رغبةً في تبيين الأوامر الشرعية القاضية بالسمع والطاعة لولاة الأمر وحرصاً في ذلك على استتباب الأمن واجتماع الكلمة فهذه مجموعة استفسارات تُعرض على فضيلتكم نرجو منكم الإجابة عليها.
السؤال الأول : يقول السائل : ما الواجب على من تصدر من الدعاة في دولة الإمارات تجاه ما يسمى بحركة الإصلاح والتي يقودها الإخوان المسلمون؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد : فلا غرابة أن تنتشر هذه الحركة، حركة الإخوان المسلمين والتي تسمي نفسها زوراً وبهتاناً حركة الإصلاح، وهي بعيدة كل البعد عن الإصلاح لأنها لا تنطلق من السنة ولا من عقيدة السلف الصالح التي مبناها على الكتاب والسنة وفهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسانٍ من أئمة العلم والإيمان والدين وهم السلف الصالح، ومن عرف تاريخها وسَبَر غور هذه الحركة يعلم علم اليقين أنها حركة إفساد؛ لأنها:
أولاً: لا تنطلق في دعوتها إلى الله من القاعدة الشرعية، وهي الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن بل تنطلق من قاعدة سياسية تجميعية تلفيقية؛ وهذه القاعدة هي قاعدة المعذرة والتعاون "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه" تلكم القاعدة الفاجرة التي فتحت الباب على مصراعيه لولوج كل نحلة ضالة، لقصد مزجها وخلطها بالسنة وأهلها، سواء كانت النِحلة الضالة منتسبة إلى الإسلام كالرافضة أو غير منتسبة كاليهودية والنصرانية، ويؤكد هذا تصريحٌ لأمينها السري على عشماوي حين قال لم تخرج جماعة إلا من تحت عباءة الإخوان المسلمين؛ ولهذا أقول كانت مأوى للتكفير ولوحدة الأديان ولمِا يسمى بالدعوة إلى وحدة الأديان، وقد تستَّر كثيراً منهم فاستظل في ظلال أهل السنة وأظهرها أمام علماء فضلاء في بعض البلدان ثم بعد ذلك نكصوا على أعقابهم؛ فصارت تصدر منهم شعارات جاهلية جاهلة مثل ـ نريد دولة مدنية ـ الرأي رأي الشعب ـ الحكم للشعب ـ
وغير ذلك، وما أكثر هذه التصريحات التي ترفع هذه الشعارات الهدَّامة المفسدة للدين والدنيا معاً، والسر في هذه التصريحات أن منظار جماعة الإخوان المسلمين هو منظار سياسي لا دعوي شرعي، فهم طلاب مناصب، فلا غرابة أن ينبلي من كل بلد نشَّأته تلك الحركة على مبادئها وأصولها وقواعدها عداءً لأهلها سواءً كان ذلكم البلد في الأصل على السنة أو تكثر فيه السنة ويكثر فيه أهلها، وقد تحدثتُ عن هذه القاعدة الفاجرة قاعدة المعذرة والتعاون في مواطن كثيرة جداً، وبسطنا القول فيها من حيث قاعدتها ومن حيث تاريخها ومنطلقها الدعوي فمن شاء فليراجع تلكم المواطن نعم
السؤال الثاني
أحسن الله إليكم يقول السائل قد تدخل بعض الدعاة كالقرضاوي والسويدان ومحمد حسن الددو في شأن القرار الذي اتخذته الدولة في حق سبعة ممن سعو في إثارة الفتن استغل هؤلاء الدعاة هذا القرار في تهييج الناس والطعن في ولاة الأمر فهل من كلمة توجهية تجاه هذا الموضوع؟
أولا: أن دولة الإمارات حرسها الله وبلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه غنيةٌ عن حديثي وأمثالي في شؤونها‘ لأنها لا تحتاج إليّ وإنما حديثي ينصبُ على حق الحاكم المسلم حينما يرى بوادر فساد وإفساد في بلده، سواءٌ تلكم البوادر مستهدفة للدين أو الدنيا أو الدين والدنيا معاً، فما يتخذه من عقوبات رادعة لو بطرد رجالٍ ونفيهم خارج البلد أو حبسهم وقد يصل الأمر إلى عقوبتهم بالقتل، فلا يعترض عليه إلا رجلان:
1. رجل جاهل لم يتربى على السنة ولم يفهم واجب الحاكم المسلم حيال ما ينتشر من الفساد والإفساد،
2.أو رجل صاحب هوى ضال مُضل يغتنم كل فرصة ليرفع عقيرته مُحرِّضاً على ولي الأمر مُهيجاً عليه العوام والخواص فلا غرابة إذن أن يعترض على حكام الإمارات فيما اتخذته من قرار حول رجال فتانين مفتونين أمثال القرضاوي والسويدان والددو؛ لأن هؤلاء من هؤلاء، أعني هؤلاء الثلاثة من أتباع هذه الحركة بل القرضاوي مُؤصِّل منظم كبير جداً والسويدان جاهل. القرضاوي عنده ما عنده من العلم الشرعي لكن سخَّره للعقل فجعل العقل متبوعاً للنصوص ولم يجعل العقل تابعاً جعله متبوعاً لا تابعاً، والددو يكفيك في ضلاله أنه مرة قال: "التوحيد ليس هو أساس العلوم" بل من أساس العلوم فما يبغي المسلمون من هؤلاء؟ فنَفَس القرضاوي والسويدان نَفَس ماسوني، وقد سمعت تصريحاً للقرضاوي قال فيه: "إنه يُؤثر الحرية على مجرد تطبيق الشريعة" والحامل على هذا التصريح ما قدمنا من لفظة السياسية لا الشرعية والسويدان صرّح قائلاً: "الحرية فوق الشرع" فاتفقت الكلمتان واتفق الرجلان، وكل صاحب هوى يبدأ منطلقه أولاً بغرض دنيوي، وهذا يفيده موقف ذو الخويصرة التميمي حين اعترض على النبي صل الله عليه وسلم في بعض قسم الغنائم قال : اعدِل يا محمد والله إنها قسمة ما أريد بها وجه الله ولمّا استأذن بعض بقتله منعه النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم وأخبر أنه يخرج من
ضئضه يعني من نسله الخوارج قال فيهم: تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وقراءتكم إلى قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فهؤلاء يعني ورثة هؤلاء ، هؤلاء ورثة الخوارج بل أظن لو أدركوا وجود الخوارج القدماء لأنقلب الخوارج القدماء عليهم فاحتزوا رؤوسهم، نعم فلا يستغرب بارك الله فيكم من هؤلاء مواقفهم المخزية نحو حُكام المسلمين فهم بؤرة كل فساد
بؤرة التكفير بؤرة الخروج بؤرة الشعارات الجاهلية فمن أين انطلقت الدعوة إلى وحدة الأديان؟ من جماعة الإخوان المسلمين، منهم من نفس الجماعة والواجب على أبناء الدولة المسلمة أن يجمعوا أمرهم، وأن تجتمع كلمتهم على من ولاّه الله أمرهم، فلا يرفعوا عقيرتهم عليه بالإنكار والنكير، فإن كان ولا بد من النصيحة فهذا الأمر قرره محمد صلى الله عليه وسلم ولا مجال فيه للإجتهاد، قال صل الله عليه وسلم: " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده وليخلو به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد آدى ما عليه" ولهذا فإن أهل السنة أعني أئمتهم ومَن هو على منهج الحق من طلاب العلم وعوام الناس وخواصهم لهم حِيال ما يصدر من ولي الأمر من أخطاء هذ المواقف.
الموقف الأول : إنكار الخطأ واعتقاد أنه خطأ، مخالف للشرع وهذا في نفوسهم.
الثاني: أن لا يُظهروا على ولي الأمر الشناعة باشهار غلطه، أو غلط من تحته من ذوي الولايات من قضاة ومفتين ومسؤلين آخرين، لما في هذا من إذلال سلطان الله في الأرض ومن تهييج الخوارج عليهم.
الموقف الثالث: النصيحة سراً كما تقدم الحديث.
الموقف الرابع : السعي في جمع الكلمة عليه والسمع له والطاعة بالمعروف وفي غير معصية الله كما صح بذلكم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأذكرُ هنا موقفاً شهيداً عظيماً من إمام جهبذ وعالم فذ وهو الإمام أحمد رحمه الله وذلكم أنه حين احتوى المأمون العباسي المتشيع وقالوا رافضي القول بخلق القرآن وحمل الناس عليها بالقوة فمن العلماء من مات في الحبس ومنهم من مات شريداً طريداً وكان الإمام أحمد من المُؤذَين فما كان موقفه؟
له موقفان أحدهما : الصدع بالحق وأن هذه مقالة كفرية منكَرة، والموقف الثاني : الدعاء للخليفة، والنهي عن الخروج عليه؛ لأنه يرى أن الخليفة قد لُبس عليه، نعم أقول لُبِّس عليه لأن بطانته المعتزلة وكان شيخهم بِشر شيخهم في ذاك الزمان بِشر بن غياث الميليسي احتووا الخليفة وصاروا بطانته دون الناس فهو يأتمر بأمر ويتنهي بنهيهم فلا يستطيع الخلاص من هذه الشبهة
نعم.
أحسن الله إليكم السؤال الأخير
يقول السائل: يسعى البعض في رمي طلاب العلم من أهل السنة والجماعة بدولة الإمارات بالقول بأن ولائهم لغير الدولة أي دولتهم، ونجد من ناحية أخرى سكوت هؤلاء عن دعاة الإصلاح من جماعة الإخوان المسلمين فما النصيحة لهم حفظكم الله؟
والله أنا لا أستطيع أن أفسر هذه الدعوة، ونحن لم نلحظ من أبناءنا في الإمارات ما نستنكره، أعني مَن عرفنا منهم، نلحظ ولله الحمد السنة وإظهارها والدعوة إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن كما يقال أو كما قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة **ولكن عين السخط تبدي المساوي
فالذي يظهر لي أن هذه وشاية منطلقة من الإخوان المسلمين، ولكن من رجال جعلوا أنفسهم جسراً لهؤلاء وإن كانوا يتمسحون بالسنة، وما أكثر هذا، وما أحسن ما قاله أبو عثمان النيسابوري رحمه الله: مَن أمّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومَن أمّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة"
فالذي يظهر لي أن هذا من الوشاية ودس السم في الجسد فنصيحتي لأبنائنا في الإمارات ولكل أبناءنا من أهل السنة في جميع دول الإسلام أن يصبروا وأن يستعينوا بالله على نشر السُّنَّة ومنها ما قدمناه من السعي في جمع كلمة الخاص والعام على من ولاّه الله أمرهم من أهل الإسلام. نعم
أحسن الله إليكم
المصدر : شبكة إمام دار الهجرة العلمية
إضغط هنا لسماع المادة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ،أما بعد
فهذه رسالة متضمنة لبعض الأسئلة من أبنائكم من دولة الإمارات يقول صاحبها:
شيخنا المفضال نظراً لما نلتمسه من حرصكم على اجتماع الكلمة في دولة الإمارات وحرصكم على أبنائكم أن لا يتأثروا بالأفكار المخالفة والبدع المضلة رغبةً في تبيين الأوامر الشرعية القاضية بالسمع والطاعة لولاة الأمر وحرصاً في ذلك على استتباب الأمن واجتماع الكلمة فهذه مجموعة استفسارات تُعرض على فضيلتكم نرجو منكم الإجابة عليها.
السؤال الأول : يقول السائل : ما الواجب على من تصدر من الدعاة في دولة الإمارات تجاه ما يسمى بحركة الإصلاح والتي يقودها الإخوان المسلمون؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد : فلا غرابة أن تنتشر هذه الحركة، حركة الإخوان المسلمين والتي تسمي نفسها زوراً وبهتاناً حركة الإصلاح، وهي بعيدة كل البعد عن الإصلاح لأنها لا تنطلق من السنة ولا من عقيدة السلف الصالح التي مبناها على الكتاب والسنة وفهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسانٍ من أئمة العلم والإيمان والدين وهم السلف الصالح، ومن عرف تاريخها وسَبَر غور هذه الحركة يعلم علم اليقين أنها حركة إفساد؛ لأنها:
أولاً: لا تنطلق في دعوتها إلى الله من القاعدة الشرعية، وهي الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن بل تنطلق من قاعدة سياسية تجميعية تلفيقية؛ وهذه القاعدة هي قاعدة المعذرة والتعاون "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه" تلكم القاعدة الفاجرة التي فتحت الباب على مصراعيه لولوج كل نحلة ضالة، لقصد مزجها وخلطها بالسنة وأهلها، سواء كانت النِحلة الضالة منتسبة إلى الإسلام كالرافضة أو غير منتسبة كاليهودية والنصرانية، ويؤكد هذا تصريحٌ لأمينها السري على عشماوي حين قال لم تخرج جماعة إلا من تحت عباءة الإخوان المسلمين؛ ولهذا أقول كانت مأوى للتكفير ولوحدة الأديان ولمِا يسمى بالدعوة إلى وحدة الأديان، وقد تستَّر كثيراً منهم فاستظل في ظلال أهل السنة وأظهرها أمام علماء فضلاء في بعض البلدان ثم بعد ذلك نكصوا على أعقابهم؛ فصارت تصدر منهم شعارات جاهلية جاهلة مثل ـ نريد دولة مدنية ـ الرأي رأي الشعب ـ الحكم للشعب ـ
وغير ذلك، وما أكثر هذه التصريحات التي ترفع هذه الشعارات الهدَّامة المفسدة للدين والدنيا معاً، والسر في هذه التصريحات أن منظار جماعة الإخوان المسلمين هو منظار سياسي لا دعوي شرعي، فهم طلاب مناصب، فلا غرابة أن ينبلي من كل بلد نشَّأته تلك الحركة على مبادئها وأصولها وقواعدها عداءً لأهلها سواءً كان ذلكم البلد في الأصل على السنة أو تكثر فيه السنة ويكثر فيه أهلها، وقد تحدثتُ عن هذه القاعدة الفاجرة قاعدة المعذرة والتعاون في مواطن كثيرة جداً، وبسطنا القول فيها من حيث قاعدتها ومن حيث تاريخها ومنطلقها الدعوي فمن شاء فليراجع تلكم المواطن نعم
السؤال الثاني
أحسن الله إليكم يقول السائل قد تدخل بعض الدعاة كالقرضاوي والسويدان ومحمد حسن الددو في شأن القرار الذي اتخذته الدولة في حق سبعة ممن سعو في إثارة الفتن استغل هؤلاء الدعاة هذا القرار في تهييج الناس والطعن في ولاة الأمر فهل من كلمة توجهية تجاه هذا الموضوع؟
أولا: أن دولة الإمارات حرسها الله وبلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه غنيةٌ عن حديثي وأمثالي في شؤونها‘ لأنها لا تحتاج إليّ وإنما حديثي ينصبُ على حق الحاكم المسلم حينما يرى بوادر فساد وإفساد في بلده، سواءٌ تلكم البوادر مستهدفة للدين أو الدنيا أو الدين والدنيا معاً، فما يتخذه من عقوبات رادعة لو بطرد رجالٍ ونفيهم خارج البلد أو حبسهم وقد يصل الأمر إلى عقوبتهم بالقتل، فلا يعترض عليه إلا رجلان:
1. رجل جاهل لم يتربى على السنة ولم يفهم واجب الحاكم المسلم حيال ما ينتشر من الفساد والإفساد،
2.أو رجل صاحب هوى ضال مُضل يغتنم كل فرصة ليرفع عقيرته مُحرِّضاً على ولي الأمر مُهيجاً عليه العوام والخواص فلا غرابة إذن أن يعترض على حكام الإمارات فيما اتخذته من قرار حول رجال فتانين مفتونين أمثال القرضاوي والسويدان والددو؛ لأن هؤلاء من هؤلاء، أعني هؤلاء الثلاثة من أتباع هذه الحركة بل القرضاوي مُؤصِّل منظم كبير جداً والسويدان جاهل. القرضاوي عنده ما عنده من العلم الشرعي لكن سخَّره للعقل فجعل العقل متبوعاً للنصوص ولم يجعل العقل تابعاً جعله متبوعاً لا تابعاً، والددو يكفيك في ضلاله أنه مرة قال: "التوحيد ليس هو أساس العلوم" بل من أساس العلوم فما يبغي المسلمون من هؤلاء؟ فنَفَس القرضاوي والسويدان نَفَس ماسوني، وقد سمعت تصريحاً للقرضاوي قال فيه: "إنه يُؤثر الحرية على مجرد تطبيق الشريعة" والحامل على هذا التصريح ما قدمنا من لفظة السياسية لا الشرعية والسويدان صرّح قائلاً: "الحرية فوق الشرع" فاتفقت الكلمتان واتفق الرجلان، وكل صاحب هوى يبدأ منطلقه أولاً بغرض دنيوي، وهذا يفيده موقف ذو الخويصرة التميمي حين اعترض على النبي صل الله عليه وسلم في بعض قسم الغنائم قال : اعدِل يا محمد والله إنها قسمة ما أريد بها وجه الله ولمّا استأذن بعض بقتله منعه النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم وأخبر أنه يخرج من
ضئضه يعني من نسله الخوارج قال فيهم: تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وقراءتكم إلى قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فهؤلاء يعني ورثة هؤلاء ، هؤلاء ورثة الخوارج بل أظن لو أدركوا وجود الخوارج القدماء لأنقلب الخوارج القدماء عليهم فاحتزوا رؤوسهم، نعم فلا يستغرب بارك الله فيكم من هؤلاء مواقفهم المخزية نحو حُكام المسلمين فهم بؤرة كل فساد
بؤرة التكفير بؤرة الخروج بؤرة الشعارات الجاهلية فمن أين انطلقت الدعوة إلى وحدة الأديان؟ من جماعة الإخوان المسلمين، منهم من نفس الجماعة والواجب على أبناء الدولة المسلمة أن يجمعوا أمرهم، وأن تجتمع كلمتهم على من ولاّه الله أمرهم، فلا يرفعوا عقيرتهم عليه بالإنكار والنكير، فإن كان ولا بد من النصيحة فهذا الأمر قرره محمد صلى الله عليه وسلم ولا مجال فيه للإجتهاد، قال صل الله عليه وسلم: " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده وليخلو به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد آدى ما عليه" ولهذا فإن أهل السنة أعني أئمتهم ومَن هو على منهج الحق من طلاب العلم وعوام الناس وخواصهم لهم حِيال ما يصدر من ولي الأمر من أخطاء هذ المواقف.
الموقف الأول : إنكار الخطأ واعتقاد أنه خطأ، مخالف للشرع وهذا في نفوسهم.
الثاني: أن لا يُظهروا على ولي الأمر الشناعة باشهار غلطه، أو غلط من تحته من ذوي الولايات من قضاة ومفتين ومسؤلين آخرين، لما في هذا من إذلال سلطان الله في الأرض ومن تهييج الخوارج عليهم.
الموقف الثالث: النصيحة سراً كما تقدم الحديث.
الموقف الرابع : السعي في جمع الكلمة عليه والسمع له والطاعة بالمعروف وفي غير معصية الله كما صح بذلكم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأذكرُ هنا موقفاً شهيداً عظيماً من إمام جهبذ وعالم فذ وهو الإمام أحمد رحمه الله وذلكم أنه حين احتوى المأمون العباسي المتشيع وقالوا رافضي القول بخلق القرآن وحمل الناس عليها بالقوة فمن العلماء من مات في الحبس ومنهم من مات شريداً طريداً وكان الإمام أحمد من المُؤذَين فما كان موقفه؟
له موقفان أحدهما : الصدع بالحق وأن هذه مقالة كفرية منكَرة، والموقف الثاني : الدعاء للخليفة، والنهي عن الخروج عليه؛ لأنه يرى أن الخليفة قد لُبس عليه، نعم أقول لُبِّس عليه لأن بطانته المعتزلة وكان شيخهم بِشر شيخهم في ذاك الزمان بِشر بن غياث الميليسي احتووا الخليفة وصاروا بطانته دون الناس فهو يأتمر بأمر ويتنهي بنهيهم فلا يستطيع الخلاص من هذه الشبهة
نعم.
أحسن الله إليكم السؤال الأخير
يقول السائل: يسعى البعض في رمي طلاب العلم من أهل السنة والجماعة بدولة الإمارات بالقول بأن ولائهم لغير الدولة أي دولتهم، ونجد من ناحية أخرى سكوت هؤلاء عن دعاة الإصلاح من جماعة الإخوان المسلمين فما النصيحة لهم حفظكم الله؟
والله أنا لا أستطيع أن أفسر هذه الدعوة، ونحن لم نلحظ من أبناءنا في الإمارات ما نستنكره، أعني مَن عرفنا منهم، نلحظ ولله الحمد السنة وإظهارها والدعوة إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن كما يقال أو كما قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة **ولكن عين السخط تبدي المساوي
فالذي يظهر لي أن هذه وشاية منطلقة من الإخوان المسلمين، ولكن من رجال جعلوا أنفسهم جسراً لهؤلاء وإن كانوا يتمسحون بالسنة، وما أكثر هذا، وما أحسن ما قاله أبو عثمان النيسابوري رحمه الله: مَن أمّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومَن أمّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة"
فالذي يظهر لي أن هذا من الوشاية ودس السم في الجسد فنصيحتي لأبنائنا في الإمارات ولكل أبناءنا من أهل السنة في جميع دول الإسلام أن يصبروا وأن يستعينوا بالله على نشر السُّنَّة ومنها ما قدمناه من السعي في جمع كلمة الخاص والعام على من ولاّه الله أمرهم من أهل الإسلام. نعم
أحسن الله إليكم
المصدر : شبكة إمام دار الهجرة العلمية
مواضيع مماثلة
» نصيحة شيخنا عبدالمحسن العبَّاد للإخوة في ليبيا عن حكم المظاهرات, وأنها من الخروج على الحاكم!!
» فتوى الشيخ العلامة عبيد الجابري في نشيد ( يا طيبة )
» اللقاء السادس من لقاءات الجمعة مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري والذي كان في 29 شعبان 1435ه
» [كلمة] موقف الشيخ عبد المجيد جمعة الجزائري من فتنة الحلبي
» نصيحة من علي الرملي لعلي الحلبي
» فتوى الشيخ العلامة عبيد الجابري في نشيد ( يا طيبة )
» اللقاء السادس من لقاءات الجمعة مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري والذي كان في 29 شعبان 1435ه
» [كلمة] موقف الشيخ عبد المجيد جمعة الجزائري من فتنة الحلبي
» نصيحة من علي الرملي لعلي الحلبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى