هل أعتني بوالدي المريض بعد جريمته البشعة في حق والدتي؟
صفحة 1 من اصل 1
هل أعتني بوالدي المريض بعد جريمته البشعة في حق والدتي؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
لا أعرف من أين أبدأ فبدايتي عبارة عن دمار كبير، سببه لنا والدي عندما قتل والدتي، ودخل السجن لسنوات طويلة، وقد تكفل أخوالي بتربيتي، فكرهت والدي من أعماق الأعماق، وكان أهل والدتي رحمها الله، يأججون هذه النار في دواخلي أكثر وأكثر.
بعدما خرج والدي من السجن، استقر في مكان آخر، واستمرت حياتي وأنا أحمل ألما قاتلا وكرها بلا حدود لرجل قتل أعز إنسانة في حياتي، لم تنسن الأيام لحظة أن أفكّر بالأمر ليلا ونهار وعندما كان يسألني الناس عن والدي، كنت أقول أنه ميت. تخرجت من الجامعة وعملت بوظيفة وتزوجت وتصالحت مع حياتي وفجأة ظهر في حياتي يبرر ويعتذر ويبكي، وقد أصبح شيخا هرما
هدته السنون والذكرى السيئة، طردته في أول يوم حضر لي وأقسمت له بأنّي سأقتله لو جاءني مرّة أخرى.
فأصبح يتصل بي ويحكي أسباب بعده عنّي، فهو يعلم إن أهل والدتي جعلوني أكرهه، وأنّه يستحق ذلك، لكنه يريد سماحي بعد أن قضى حياته ندما، بدأت أسأل عن أخباره في المدينة التي يقيم بها اكتشفت أمرا مروعا، أنّه مصاب بمرض شفاؤه شبه مستحيل، ورغم ذلك لم يخبرني أبدا، أحسست بالشفقة عليه من أعماقي، تلك هي اللّحظة الوحيدة التي أحسّست بالعاطفة نحوه، الحيرة تحاصرني هل أذهب إليه وأعتني به في مرضه بعد جريمته البشعة، أم أرسل له أموالا تساعده، لكنّي أخاف أن يعلم أهل والدتي فيكرهوني، لأني نسيت ما فعله بأمي.
في داخلي أحاسيس متناقضة جدا من الحب له والكره، أنا في حيرة بمعنى الكلمة من تشتت وعذاب وألم، أرجوك سيدتي نور دليني ماذا أفعل؟
سيف الدين/ الغرب
الرد:
سيدي الفاضل؛ لا تجعل غضبك يستمر، فمهما فعل فهو والدك وقد ندم طوال تلك السنين ونال جزاءه من المجتمع والقانون، فلماذا تريد أن تكون له جلادا.
أدرك قسوة ما فعل، لكن يكفيه النّدم الذي عاشه طوال حياته، وهو يحتاجك الآن فانس، وكن معه في أزمته.
نعم كن معه وسانده في مرضه وخفّف عنه، إياك أن تقف مكتوف اليدين وأنت تراه يموت أمامك بدون أن تقدم له المساندة والدّعم، يكفيه أنّه حرم منك سنوات طويلة، كن معه لأنّه واجبك، فليس لنا أن نحاكم أي شخص مهما فعل، فما بالك بالوالد، فالله هو الوحيد الذي يغفر أو يعاقب، وإذا كان قد قتل والدتك فهو والدك أيضا.
فكن له قلبا رحيما، أعرف أنّ المعادلة في داخلك رهيبة، لكن احتياجه لك يحسم كل شيء، فكن له أقرب من حبل الوريد، لتنال رضوان الله.
ردت نور
منقول جريدة النهار
لا أعرف من أين أبدأ فبدايتي عبارة عن دمار كبير، سببه لنا والدي عندما قتل والدتي، ودخل السجن لسنوات طويلة، وقد تكفل أخوالي بتربيتي، فكرهت والدي من أعماق الأعماق، وكان أهل والدتي رحمها الله، يأججون هذه النار في دواخلي أكثر وأكثر.
بعدما خرج والدي من السجن، استقر في مكان آخر، واستمرت حياتي وأنا أحمل ألما قاتلا وكرها بلا حدود لرجل قتل أعز إنسانة في حياتي، لم تنسن الأيام لحظة أن أفكّر بالأمر ليلا ونهار وعندما كان يسألني الناس عن والدي، كنت أقول أنه ميت. تخرجت من الجامعة وعملت بوظيفة وتزوجت وتصالحت مع حياتي وفجأة ظهر في حياتي يبرر ويعتذر ويبكي، وقد أصبح شيخا هرما
هدته السنون والذكرى السيئة، طردته في أول يوم حضر لي وأقسمت له بأنّي سأقتله لو جاءني مرّة أخرى.
فأصبح يتصل بي ويحكي أسباب بعده عنّي، فهو يعلم إن أهل والدتي جعلوني أكرهه، وأنّه يستحق ذلك، لكنه يريد سماحي بعد أن قضى حياته ندما، بدأت أسأل عن أخباره في المدينة التي يقيم بها اكتشفت أمرا مروعا، أنّه مصاب بمرض شفاؤه شبه مستحيل، ورغم ذلك لم يخبرني أبدا، أحسست بالشفقة عليه من أعماقي، تلك هي اللّحظة الوحيدة التي أحسّست بالعاطفة نحوه، الحيرة تحاصرني هل أذهب إليه وأعتني به في مرضه بعد جريمته البشعة، أم أرسل له أموالا تساعده، لكنّي أخاف أن يعلم أهل والدتي فيكرهوني، لأني نسيت ما فعله بأمي.
في داخلي أحاسيس متناقضة جدا من الحب له والكره، أنا في حيرة بمعنى الكلمة من تشتت وعذاب وألم، أرجوك سيدتي نور دليني ماذا أفعل؟
سيف الدين/ الغرب
الرد:
سيدي الفاضل؛ لا تجعل غضبك يستمر، فمهما فعل فهو والدك وقد ندم طوال تلك السنين ونال جزاءه من المجتمع والقانون، فلماذا تريد أن تكون له جلادا.
أدرك قسوة ما فعل، لكن يكفيه النّدم الذي عاشه طوال حياته، وهو يحتاجك الآن فانس، وكن معه في أزمته.
نعم كن معه وسانده في مرضه وخفّف عنه، إياك أن تقف مكتوف اليدين وأنت تراه يموت أمامك بدون أن تقدم له المساندة والدّعم، يكفيه أنّه حرم منك سنوات طويلة، كن معه لأنّه واجبك، فليس لنا أن نحاكم أي شخص مهما فعل، فما بالك بالوالد، فالله هو الوحيد الذي يغفر أو يعاقب، وإذا كان قد قتل والدتك فهو والدك أيضا.
فكن له قلبا رحيما، أعرف أنّ المعادلة في داخلك رهيبة، لكن احتياجه لك يحسم كل شيء، فكن له أقرب من حبل الوريد، لتنال رضوان الله.
ردت نور
منقول جريدة النهار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى