واضمم إليك جناحك من الرهب
صفحة 1 من اصل 1
واضمم إليك جناحك من الرهب
الآية: 32 - 35 {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين، قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون، وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردء يصدقني إني أخاف أن يكذبون، قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون}
قوله تعالى: "اسلك يدك في جيبك" الآية. تقدمت. "واضمم إليك جناحك من الرهب" "من" متعلقة بـ "ولى" أي ولى مدبرا من الرهب وقرأ حفص والسلمي وعيسى بن عمرو وابن أبي إسحاق: "من الرهب" بفتح الراء وإسكان الهاء وقرأ ابن عامر والكوفيون إلا حفص بضم الراء وجزم الهاء الباقون بفتح الراء والهاء واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، لقوله تعالي: "ويدعوننا رغبا ورهبا" [الأنبياء: 90] وكلها لغات وهو بمعنى الخوف والمعنى إذا هالك أمر يدك وشعاعها فأدخلها في جيبك وارددها إليه تعد كما كانت وقيل: أمره الله أن يضم يده إلي صدره فيذهب عنه خوف الحية عن مجاهد وغيره ورواه الضحاك عن ابن عباس؛ قال فقال ابن عباس: ليس من أحد يدخله رعب بعد موسى عليه السلام، ثم يدخل يده فيضعها على صدره إلا ذهب عنه الرعب ويحكي عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: أن كاتبا كان يكتب بين يديه فانفلتت منه فلتة ريح فخجل وانكسر، فقام وضرب بقلمه الأرض فقال له عمر: خذ قلمك وأضمم إليك جناحك، وليفرخ روعك فإني ما سمعتها من أحد أكثر مما سمعتها من نفسي، وقيل: المعنى أضمم يدك إلي صدرك ليذهب الله ما في صدرك من الخوف وكان موسى يرتعد خوفا إما من آل فرعون وإما من الثعبان وضم الجناح هو السكون؛ كقوله تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" [الإسراء: 24] يريد الرفق وكذلك قوله: "وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" [الشعراء: 215] أي أرفق بهم وقال الفراء: أراد بالجناح عصاه وقال بعض أهل المعاني: الرهب الكم بلغة حمير وبني حنيفة قال مقاتل: سألتني أعرابية شيئا وأنا آكل فملأت الكف وأومأت إليها فقالت: ها هنا في رهبي تريد في كمي وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول لأخر أعطني رهبك فسألته عن الرهب فقال: الكم؛ فعلى هذا يكون معناه اضمم إليك يدك وأخرجها من الكم؛ لأنه تناول العصا ويده في كمه وقوله: "أسلك يدك في جيبك" يدل على أنها اليد اليمني، لأن الجيب على اليسار. ذكره القشيري.
قلت: وما فسروه من ضم اليد إلى الصدر يدل على أن الجيب موضعه الصدر وقد مضى في سورة [النور" بيانه الزمخشري: ومن بدع التفاسير أن الرهب الكم بلغة حمير وأنهم يقولون أعطني مما في رهبك، وليت شعري كيف صحته في اللغة ! وهل سمع من الأثبات الثقات الذين ترتضي عربيتهم، ثم ليت شعري كيف موقعه في الآية، وكيف تطبيقه المفصل كسائر كلمات التنزيل، على أن موسى صلوات عليه ما كان عليه ليلة المناجاة إلا زرمانقة من صوف لا كمين لها قال القشيري: وقوله: "واضمم إليك جناحك" يريد اليدين إن قلنا أراد الأمن من فزع الثعبان وقيل: "واضمم إليك جناحك" أي شمر واستعد لتحمل أعباء الرسالة.
قوله تعالى: "اسلك يدك في جيبك" الآية. تقدمت. "واضمم إليك جناحك من الرهب" "من" متعلقة بـ "ولى" أي ولى مدبرا من الرهب وقرأ حفص والسلمي وعيسى بن عمرو وابن أبي إسحاق: "من الرهب" بفتح الراء وإسكان الهاء وقرأ ابن عامر والكوفيون إلا حفص بضم الراء وجزم الهاء الباقون بفتح الراء والهاء واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، لقوله تعالي: "ويدعوننا رغبا ورهبا" [الأنبياء: 90] وكلها لغات وهو بمعنى الخوف والمعنى إذا هالك أمر يدك وشعاعها فأدخلها في جيبك وارددها إليه تعد كما كانت وقيل: أمره الله أن يضم يده إلي صدره فيذهب عنه خوف الحية عن مجاهد وغيره ورواه الضحاك عن ابن عباس؛ قال فقال ابن عباس: ليس من أحد يدخله رعب بعد موسى عليه السلام، ثم يدخل يده فيضعها على صدره إلا ذهب عنه الرعب ويحكي عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: أن كاتبا كان يكتب بين يديه فانفلتت منه فلتة ريح فخجل وانكسر، فقام وضرب بقلمه الأرض فقال له عمر: خذ قلمك وأضمم إليك جناحك، وليفرخ روعك فإني ما سمعتها من أحد أكثر مما سمعتها من نفسي، وقيل: المعنى أضمم يدك إلي صدرك ليذهب الله ما في صدرك من الخوف وكان موسى يرتعد خوفا إما من آل فرعون وإما من الثعبان وضم الجناح هو السكون؛ كقوله تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" [الإسراء: 24] يريد الرفق وكذلك قوله: "وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" [الشعراء: 215] أي أرفق بهم وقال الفراء: أراد بالجناح عصاه وقال بعض أهل المعاني: الرهب الكم بلغة حمير وبني حنيفة قال مقاتل: سألتني أعرابية شيئا وأنا آكل فملأت الكف وأومأت إليها فقالت: ها هنا في رهبي تريد في كمي وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول لأخر أعطني رهبك فسألته عن الرهب فقال: الكم؛ فعلى هذا يكون معناه اضمم إليك يدك وأخرجها من الكم؛ لأنه تناول العصا ويده في كمه وقوله: "أسلك يدك في جيبك" يدل على أنها اليد اليمني، لأن الجيب على اليسار. ذكره القشيري.
قلت: وما فسروه من ضم اليد إلى الصدر يدل على أن الجيب موضعه الصدر وقد مضى في سورة [النور" بيانه الزمخشري: ومن بدع التفاسير أن الرهب الكم بلغة حمير وأنهم يقولون أعطني مما في رهبك، وليت شعري كيف صحته في اللغة ! وهل سمع من الأثبات الثقات الذين ترتضي عربيتهم، ثم ليت شعري كيف موقعه في الآية، وكيف تطبيقه المفصل كسائر كلمات التنزيل، على أن موسى صلوات عليه ما كان عليه ليلة المناجاة إلا زرمانقة من صوف لا كمين لها قال القشيري: وقوله: "واضمم إليك جناحك" يريد اليدين إن قلنا أراد الأمن من فزع الثعبان وقيل: "واضمم إليك جناحك" أي شمر واستعد لتحمل أعباء الرسالة.
تفسير القرطبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى