المقاصد الشرعية من الصلاة على الغائب وعلى ابن لادن وإلقاء الميت في البحر سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
صفحة 1 من اصل 1
المقاصد الشرعية من الصلاة على الغائب وعلى ابن لادن وإلقاء الميت في البحر سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
بسم الله الرحمن الرحيم
صلاة الغائب شيخ صالح هذه إشكالية الآن , ربما الأحداث الأخيرة لابن لادن أحدثت إشكالية , نحن نحتاج إلى تحرير شرعي للمسألة أصلا بعيد عن قضية ابن لادن أو غير ابن لادن ؟ .
ــ الشيخ : لم يحصل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على ميت صلاة الغائب إلا ما كان من النجاشي حينما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بوفاته وصلى عليه , خرج بأصحابه وصلوا عليه صلاة الغائب , يعني صلاة الجنازة , ثم مات في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أناس , وفي عهد الخلفاء الراشدين الثلاثة وأيضا الأربعة ولا يحفظ أن الخلفاء الراشدين صلوا على أحد صلاة الغائب , النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مات أحد ولم يحصل الصلاة عليه ؛ صلى على القبر , ذهب وصلى على قبره كما في قصة المرأة التي تقمُّ المسجد ولم يُعلموه بوفاتها , لكن هذه القضية لم تتكرر , ولهذا فالمسألة مسألة خلاف بين العلماء : هل يُصلى على الشخص صلاة الغائب أو لا ؟ّ! , وهل إذا مات أحد في بلد , يصلى عليه في بلد آخر صلاة الغائب ؟! وقيل : إذا مات ولم يُصل عليه يصلّى صلاة الغائب , وإذا صُلي عليه ؛ اكتفي بالصلاة التي صُليت عليه , كل ذلك بحثه أهل العلم إلا أن جمهور العلماء على عدم الصلاة على غائب , لأن هذه المرة التي صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما استقروا في المدينة وجاء خبر وفاة النجاشي ليس هناك في ذاك الوقت برقيات ولا شي وإنما هو خبر سماوي بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبر أصحابه , وصلى عليه , - صلى الله عليه وسلم - , ثم هو لم ينه عن الصلاة على أحدٍ غائب ولم يأمر , ولم تحفظ قضايا عن الخلفاء الراشدين : أبي بكر وهو خير الناس بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - وعمر وهو خير الناس بعد النبي وأبي بكر , وعثمان وهو خير أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أبي بكر وعمر , وعلي وهو خير أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الثلاثة لم يُعرف أن أحداً صلى صلاة غائب , وقد مات ناس من الصحابة لما قتل القُراء ما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى صلاة غائب , الذين قتله قرية من العرب ما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى عليهم صلاة الغائب , والذين قتلوا في مكة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُصل عليهم صلاة الغائب , ولهذا صار الخلاف قوي وإن كان الدليل تلك القصة .. النبي لم ينه عنها ولم يأمر بالاستمرار عليها , هذا من جانب , ومن جانب أسامة بن لادن .. أسامة بن لادن كانت له أمور محل استنكار عند العلماء عندنا في المملكة , وكانت تصرفات , أما هو إن كان حقاً قد مات , فأمره إلى الله - جل وعلا - , وهو - سبحانه وتعالى - العالم بالسرائر , وماتت بسببه أمور وانقاد أناس وفجروا تفجيرات يرون أن ذلك جهاد وهو ليس بجهاد .. إلى غير ذلك , لكن المطلع على ما في القلوب هو الله - جل وعلا - , ثم إن في المسألة مسألة الخوارج وأمرهم , النبي أخبر أن الذين يمرُقون من ضأضأ ذلك الرجل الذي قال للنبي : اعدل فإنك لم تعدل , قال يخرج من ضأضأه أي : من شاكلته أناس " تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " , صلاتهم يطيلون ويتهجدون ويتضرعون ...الخ لكن الصادق المصدوق أخبر عنهم , وأخبر أن الفئة التي تقتلهم أولى الفئتين المختلفتين بالحق , وكان قتلهم على يد علي - رضي الله عنه - ومن معه , ولهذا سُئل عنهم علي - رضي الله عنه - قيل : أكفارٌ هم ؟ قال : لا من الكفر فروا , إخواننا بغوا علينا , فأسامة بن لادن إن كان حقاً قد قتل وقتلته الدولة الأمريكية فالله أعلم بذلك يصح أو لا يصح , ولم يُسَلم – إن صح ما قيل – ما سلم للمسلمين ليعتنوا به هم , وأما فيما يتعلق به فلا شك أن فتناً حدثت لا نقصد ونجزم أنه هو سبب فيها لكنه وراء كثير منها , فإذا كان مات على شهادة " أن لا إله إلا الله " مخلصاً بها من قلبه , وشهادة " أن محمداً رسول الله " فنسأل الله أن يغفر له , لأن من مات على الشهادتين مخلصاً بذلك فإن الله - جل وعلا - عفوٌ كريم , لأن الله يقول : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " والله المستعان .
المقدم : حتى لا يُشكل على المشاهد الكريم شيخ صالح في مسألة صلاة الغائب , أحياناً صُلي على شخصيات معينة هنا في السعودية أو في غيرها , أحياناً علماء أحيانا رؤساء وغيرهم , المخرج الشرعي في هذا ؟
الشيخ : ما دام أن المسألة مسألة خلافية وأنه من صلى على غائب لا يُقال أنه ارتكب أمراً منكراً فظيعاً , ومن لم يصل على الغائب لا يقال أنه ترك أمراً ما كان له أن يتركه , فالمسألة في سعة , فمادام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل : من مات ولم يُصل عليه صلوا عليه , مادام أن النبي لم يقل : إذا مات أحدٌ من أعيان المسلمين ووجهائهم في الدين ..الخ أو الأئمة , ما قال : من مات ولم يُصل عليه ؛ صُلوا عليه ! , فالأمر في سعة ولا إشكال , إلا أن سيرة الصحابة من الخلفاء الراشدين وعامة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وهم الذين حملوا هذا الدين وبلغوه لمن بعدهم لم يثبت أنهم كانوا يصلون صلاة غائب على أحد مات , النبي صلى على القبر , ووصف العلماء الصلاة على القبر لمن لم يكن صلى عليه وبعضهم حددها بشهر , والأمر – ولله الحمد – واسع .
المقدم : مسألة أيضا أثارها العلماء مؤخرا ربما كان في مصر أكثر آثارها في قضية رمي المتوفى بهذه الطريقة في البحر وغيرها .
الشيخ : هو الميت يرمى في البحر إذا مات وهو بعيد عن الساحل ولم يكن ثم وسائل يمكن أن يدفن فيها , ويسعى له بما يحفظه أن تأكله حيتان البحر , لكن هذا لا يذكر أنه تسلمه مسلمون , إن كان الأمر أمر قتل فالله - جل وعلا - يجازي من قتله بما يستحق , فالله - جل وعلا - هو الذي يفعل ما يشاء , نحن لا نزال لا نجزم بيقين أن الرجل مات , أو أنه قتل , الخبر لم يأتنا من أهل الإسلام , الخبر الذي يعتمد ولا يشك فيه إذا جاء عن طريق الثقات الأثبات من المسلمين أن فلاناً مات ؛ يجزم بأنه قد مات , وأما أن يقال لهم مات , قد يكون أخفي ولم يمت , الله أعلم بذلك .
من حلقات برنامج
( الجواب الكافي )
اليوم : الجمعة
التاريخ : 3 جمادى الثانية لعام 1432 هـ
ضيف الحلقة : سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان – حفظه الله تعالى –
وقتها : نقل مباشر من بعد صلاة الجمعة بتوقيت مكة المكرمة .
المصدر
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=120554
صلاة الغائب شيخ صالح هذه إشكالية الآن , ربما الأحداث الأخيرة لابن لادن أحدثت إشكالية , نحن نحتاج إلى تحرير شرعي للمسألة أصلا بعيد عن قضية ابن لادن أو غير ابن لادن ؟ .
ــ الشيخ : لم يحصل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على ميت صلاة الغائب إلا ما كان من النجاشي حينما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بوفاته وصلى عليه , خرج بأصحابه وصلوا عليه صلاة الغائب , يعني صلاة الجنازة , ثم مات في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أناس , وفي عهد الخلفاء الراشدين الثلاثة وأيضا الأربعة ولا يحفظ أن الخلفاء الراشدين صلوا على أحد صلاة الغائب , النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مات أحد ولم يحصل الصلاة عليه ؛ صلى على القبر , ذهب وصلى على قبره كما في قصة المرأة التي تقمُّ المسجد ولم يُعلموه بوفاتها , لكن هذه القضية لم تتكرر , ولهذا فالمسألة مسألة خلاف بين العلماء : هل يُصلى على الشخص صلاة الغائب أو لا ؟ّ! , وهل إذا مات أحد في بلد , يصلى عليه في بلد آخر صلاة الغائب ؟! وقيل : إذا مات ولم يُصل عليه يصلّى صلاة الغائب , وإذا صُلي عليه ؛ اكتفي بالصلاة التي صُليت عليه , كل ذلك بحثه أهل العلم إلا أن جمهور العلماء على عدم الصلاة على غائب , لأن هذه المرة التي صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما استقروا في المدينة وجاء خبر وفاة النجاشي ليس هناك في ذاك الوقت برقيات ولا شي وإنما هو خبر سماوي بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبر أصحابه , وصلى عليه , - صلى الله عليه وسلم - , ثم هو لم ينه عن الصلاة على أحدٍ غائب ولم يأمر , ولم تحفظ قضايا عن الخلفاء الراشدين : أبي بكر وهو خير الناس بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - وعمر وهو خير الناس بعد النبي وأبي بكر , وعثمان وهو خير أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أبي بكر وعمر , وعلي وهو خير أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الثلاثة لم يُعرف أن أحداً صلى صلاة غائب , وقد مات ناس من الصحابة لما قتل القُراء ما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى صلاة غائب , الذين قتله قرية من العرب ما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى عليهم صلاة الغائب , والذين قتلوا في مكة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُصل عليهم صلاة الغائب , ولهذا صار الخلاف قوي وإن كان الدليل تلك القصة .. النبي لم ينه عنها ولم يأمر بالاستمرار عليها , هذا من جانب , ومن جانب أسامة بن لادن .. أسامة بن لادن كانت له أمور محل استنكار عند العلماء عندنا في المملكة , وكانت تصرفات , أما هو إن كان حقاً قد مات , فأمره إلى الله - جل وعلا - , وهو - سبحانه وتعالى - العالم بالسرائر , وماتت بسببه أمور وانقاد أناس وفجروا تفجيرات يرون أن ذلك جهاد وهو ليس بجهاد .. إلى غير ذلك , لكن المطلع على ما في القلوب هو الله - جل وعلا - , ثم إن في المسألة مسألة الخوارج وأمرهم , النبي أخبر أن الذين يمرُقون من ضأضأ ذلك الرجل الذي قال للنبي : اعدل فإنك لم تعدل , قال يخرج من ضأضأه أي : من شاكلته أناس " تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " , صلاتهم يطيلون ويتهجدون ويتضرعون ...الخ لكن الصادق المصدوق أخبر عنهم , وأخبر أن الفئة التي تقتلهم أولى الفئتين المختلفتين بالحق , وكان قتلهم على يد علي - رضي الله عنه - ومن معه , ولهذا سُئل عنهم علي - رضي الله عنه - قيل : أكفارٌ هم ؟ قال : لا من الكفر فروا , إخواننا بغوا علينا , فأسامة بن لادن إن كان حقاً قد قتل وقتلته الدولة الأمريكية فالله أعلم بذلك يصح أو لا يصح , ولم يُسَلم – إن صح ما قيل – ما سلم للمسلمين ليعتنوا به هم , وأما فيما يتعلق به فلا شك أن فتناً حدثت لا نقصد ونجزم أنه هو سبب فيها لكنه وراء كثير منها , فإذا كان مات على شهادة " أن لا إله إلا الله " مخلصاً بها من قلبه , وشهادة " أن محمداً رسول الله " فنسأل الله أن يغفر له , لأن من مات على الشهادتين مخلصاً بذلك فإن الله - جل وعلا - عفوٌ كريم , لأن الله يقول : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " والله المستعان .
المقدم : حتى لا يُشكل على المشاهد الكريم شيخ صالح في مسألة صلاة الغائب , أحياناً صُلي على شخصيات معينة هنا في السعودية أو في غيرها , أحياناً علماء أحيانا رؤساء وغيرهم , المخرج الشرعي في هذا ؟
الشيخ : ما دام أن المسألة مسألة خلافية وأنه من صلى على غائب لا يُقال أنه ارتكب أمراً منكراً فظيعاً , ومن لم يصل على الغائب لا يقال أنه ترك أمراً ما كان له أن يتركه , فالمسألة في سعة , فمادام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل : من مات ولم يُصل عليه صلوا عليه , مادام أن النبي لم يقل : إذا مات أحدٌ من أعيان المسلمين ووجهائهم في الدين ..الخ أو الأئمة , ما قال : من مات ولم يُصل عليه ؛ صُلوا عليه ! , فالأمر في سعة ولا إشكال , إلا أن سيرة الصحابة من الخلفاء الراشدين وعامة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وهم الذين حملوا هذا الدين وبلغوه لمن بعدهم لم يثبت أنهم كانوا يصلون صلاة غائب على أحد مات , النبي صلى على القبر , ووصف العلماء الصلاة على القبر لمن لم يكن صلى عليه وبعضهم حددها بشهر , والأمر – ولله الحمد – واسع .
المقدم : مسألة أيضا أثارها العلماء مؤخرا ربما كان في مصر أكثر آثارها في قضية رمي المتوفى بهذه الطريقة في البحر وغيرها .
الشيخ : هو الميت يرمى في البحر إذا مات وهو بعيد عن الساحل ولم يكن ثم وسائل يمكن أن يدفن فيها , ويسعى له بما يحفظه أن تأكله حيتان البحر , لكن هذا لا يذكر أنه تسلمه مسلمون , إن كان الأمر أمر قتل فالله - جل وعلا - يجازي من قتله بما يستحق , فالله - جل وعلا - هو الذي يفعل ما يشاء , نحن لا نزال لا نجزم بيقين أن الرجل مات , أو أنه قتل , الخبر لم يأتنا من أهل الإسلام , الخبر الذي يعتمد ولا يشك فيه إذا جاء عن طريق الثقات الأثبات من المسلمين أن فلاناً مات ؛ يجزم بأنه قد مات , وأما أن يقال لهم مات , قد يكون أخفي ولم يمت , الله أعلم بذلك .
من حلقات برنامج
( الجواب الكافي )
اليوم : الجمعة
التاريخ : 3 جمادى الثانية لعام 1432 هـ
ضيف الحلقة : سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان – حفظه الله تعالى –
وقتها : نقل مباشر من بعد صلاة الجمعة بتوقيت مكة المكرمة .
المصدر
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=120554
مواضيع مماثلة
» كلمة الشيخ صالح اللحيدان ــ بعد سماعه خبر وفاة الشيخ محمد السبيل رحمه الله
» محاضرة الشيخ صالح اللحيدان ~ فاعبدالله مخلصاً له الدين
» فتوى العلامة الشيخ صالح اللحيدان عن مشاركة السلفيين في الانتخابات
» فتوى الشيخ صالح اللحيدان في: الحكم الشرعي في الإنقلابات والثورا
» الطريقة الشرعية في البيعة لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
» محاضرة الشيخ صالح اللحيدان ~ فاعبدالله مخلصاً له الدين
» فتوى العلامة الشيخ صالح اللحيدان عن مشاركة السلفيين في الانتخابات
» فتوى الشيخ صالح اللحيدان في: الحكم الشرعي في الإنقلابات والثورا
» الطريقة الشرعية في البيعة لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى