منتدى بلدية الزيتونة


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى بلدية الزيتونة
منتدى بلدية الزيتونة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الردُّ على الـمُخالِف أصل من أصول الدعوة السلفية

اذهب الى الأسفل

الردُّ على الـمُخالِف أصل من أصول الدعوة السلفية Empty الردُّ على الـمُخالِف أصل من أصول الدعوة السلفية

مُساهمة من طرف إسماعيل الجمعة أغسطس 19, 2011 9:41 am

الردُّ على الـمُخالِف

أصل من أصول الدعوة السلفية

قال ابن طاهر سمعت أبا إسماعيل الـهروي يقول بـهراة : (عُرِضتُ على

السَّيفِ خمسَ مراتٍ لا يُقال لـي : ارجع عن مذهبك .

ولكن يُقال لـي : اسكتْ عمَّنْ خالفكَ .

فأقول : لا أسكت).


الرد على الـمخالف أصل من أصول الدعوة السلفية

الـحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نـهجه

واهتدى بـهداه .. أما بعد .

فمن الـمعلوم بالضرورة أن حفظ الدين من أوجب الواجبات الشرعية وأولَى الـمقاصد

الشرعية والـمسائل الـمرعية ، ولذا شرع الرد على الـمخالف من الـمبتدعين والزائغين

والـمنحرفين حرصاً على صفاء الدين وحماية لبيضة الإسلام حتـى يبقى الدين كما هو

على صفائه ونقائه خالياً من الشوائب والـمحدثات والانحرافات والـمخالفات ومن

النـزعات النفسية والانطباعات الشخصية والآراء البدعية ، وهذا هو منهج السلف الكرام

والأئمة الأعلام على مر العصور رغم مخالفة الـخصوم من الـمخالفين والـمتخاذلين ،

وذلك عملاً بقول النبـي (r) : ((يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ

الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ)) [رواه البيهقي في "السنن الكبرى" رقم :

(21439) وابن بطة في الإبانة الكبرى رقم : (34) وصححه الإمام الألبانـي في مشكاة

الـمصابيح رقم : (248)] .

وهذا ما نقرأهُ ونجده بلا شك في تراجم علماء السلف :

قال مُحقق كتاب "شرح السنة للإمام البربـهاري ت 329 هـ" تـحت عنوان : (موقفه

من أهل البدع) : (لقد كان الإمام البربـهاري رحمه الله شديداً على أهل البدع والأهواء ،

منابذاً لـهم باليد واللسان ، وهو في هذا كله متبع لـمسلك أهل السنة والـجماعة في

معاملة أهل البدع والأهواء ، فقد كان رحمه الله حريصاً على صفاء هذا الدين ، وإبعاد كل

ما عَلِقَ به من البدع والأهواء) ص : (16) ، وكتابه "شرح السنة" خير دليل على ما ذُكِر

فاقرأه لترى ما تنشرح به صدور أهل السنة والاتباع .

وقال الإمام الذهبي في ترجمة (الإمام أبي الـمظفَّر السمعانـي ت : 489 هـ) : (وكان

شوكاً في أعين الـمخالفين، وحجة لأهل السنّة) [سير أعلام النبلاء : (19 / 116)] .

وقال ابن عبد الهادي في ترجمة (شيخ الإسلام ابن تيميّة ت :728 هـ) رحمه الله : (وكان

رحمه الله سيفاً مسلولاً على الـمخالفين، وشجىً في حلوق أهل الأهواء الـمبتدعين)

[العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ص : (7)] .

وقال ابن طاهر سمعت أبا إسماعيل الـهروي(1) يقول بـهراة : (عُرِضتُ على السيف خمسَ

مراتٍ لا يُقال لـي : ارجع عن مذهبك، ولكن يُقال لـي : اسكتْ عمَّنْ خالفكَ ، فأقول

: لا أسكت) .
*
لـم يكن السلف يُفرقون بين الـمبتدع وبين من يُجالسه ويسكت عنه ، وفيه آثار كثيرة :

1 ـ فعن يـحيى بن سعيد قال : (لـما قدم سفيان الثوري البصرةَ، جعل ينظر إلى أمر

الربيع ابن صبيح وقدره عند الناس، سأل أي شيء مذهبه؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة ، قال:

من بطانته ؟ قالوا: أهل القدر ، قال: هو قدري) ، قال ابن بطة معلقاً : (رحمةُ الله على

سفيان الثوري لقد نطق بالحكمة فصدق ، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة) [الإبانة : ( 2/453)] .

2 ـ وقيل للأوزاعي : (إنَّ رجلاً يقول : أنا أُجالس أهل السنة وأُجالس أهل البدع ، فقال

الأوزاعي : هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل) ، قال ابن بطة معلقاً : كَثُرَ هذا

الضرب من الناس في زماننا هذا لا كثرهم الله [الإبانة الكبرى : ( 1/443 ـ 444)] .

3 ـ وعن عقبة بن علقمة قال : " كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل الـمجلس:

ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من

ذكرهم لا تذكروهم، قال أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول

أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة

والقول ما قال؛ هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يُحذروا إذا لـم يُشاد بذكرهم" [تاريخ دمشق : (8/15)] .

4 ـ وقال أبو داود السجستانـي : "قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من

أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه ؟ قال: لا ، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه

صاحب بدعة ، فإن ترك كلامه وإلاَّ فألحقه به، قال ابن مسعود: الـمرء بـخدنه" [طبقات

الحنابلة ( 1/160 )] .

5 ـ وقال الإمام أحمد رحمه الله : (أخزى الله الكرابيسي ، لا يُجالَس ولا يُكلَّم ، ولا تُكتب

عنه ، ولا نُجالس مَنْ جالسهُ) [طبقات الحنابلة ( 1/41)].

6 ـ قال الإمام ابن بطة العكبري رحمه الله: (ولا تُشاور أحدا من أهل البدع في دينك، ولا

ترافقه في سفرك ، وإن أمكنك أن لا تقاربه جوراك ، ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئا مما

ذكرناه وهجرانه والمقت له، وهجران من والاه ونصرَهُ وذبَّ عنه وصاحبه وإنْ الفاعل لذلك

يُظهر السنة)(1).

7 ـ وقال البربـهاري : (وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فاحذره واعرفه ، فإن

جلس معه بعدما علم فاتقه فإنه صاحب هوى) [شرح السنة رقم : (113)] .

8 ـ وقال الأوزاعي : "من ستر علينا بدعته لـم تَخْفَ علينا أُلفته" [الإبانة : ( 2/479)] .
9 ـ وقال محمد بن عبيد الغلابـي: "يتكاتـم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة"(2).

10 ـ وقال الأعمش : "كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من

الناس" [الإبانة : (2/476)] .

11 ـ وقدم موسى بن عقبة الصوري بغداد، فذُكِر للإمام أحمد بن حنبل فقال: "أنظروا

على من ينـزل وإلى من يأوي" [الإبانة : (2/479)] .

12 ـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (ومن كان محسنا للظن بـهم ـ وادعى أنه لـم

يعرف حالـهم ـ عُرِّفَ حالهم فإن لـم يباينهم ويظهر لهم الإنكار والا أُلـحِقَ بـهم

وجعل منهم)(3).

13 ـ وقال أيضاً : (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم أو أثنى عليهم أو عظم

كتبهم أو عُرِفَ بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لـهم ... بل تجب

عقوبة كل من عرف حالهم ولـم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم

الواجبات)(4).

14 ـ وقال العلامة أحمد بن يـحيى النجمي : (وبالـجملة فإنَّ الكتاب والسنة وعمل

السلف الصالح أنَّ مَنْ آوى أهل البدع أو جالسهم أو آكلهم أو شاربَهم أو سافر معهم

مُختاراً فإنهُ يُلحَق بـهم ، لا سيما إذا نُصِح وأصرَّ على ما هو عليه حتـى ولو زعم أنه إنَّما

يُجالسهم ليُناصحهم) .

(قُلْ لـي مَنْ صاحبك أقولُ لك مَنْ أنتَ)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
(1) قال السيوطي : (هو شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الـهروي ، من ذرية أبي أيوب الأنصاري، ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة ،وكان إماماً متقنا قائماً بنصر السنة ورد المبتدعة .. ـ ثُم نقل قول ابن طاهر ـ) [طبقا ت الـحفاظ للسيوطي : (1 / 89)] .
وقال الزركلي : (أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الـهروي (396 - 481 هـ = 1006 - 1089 م) ، : شيخ خراسان في عصره ، من كبار الحنابلة ، من ذرية أبي أيوب الأنصاري ،كان بارعا في اللغة، حافظا للحديث، عارفا بالتاريخ والأنساب ، مظهرا للسنة داعيا إليها ، امتحن وأوذي ـ ثُم نقل قول ابن طاهر ـ .. من كتبه "ذم الكلام وأهله") [الأعلام للزركلي : (4 / 122)] .
وقال الإمام الذهبـي : (وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده، يعظمونه، ويتغالون فيه، ويبذلون أرواحهم فيما يأمر به ... وكان طودا راسيا في السنة لا يتزلزل ولا يلين .. وصنَّف " الأربعين " في التوحيد، و " الأربعين " في السنة، وقد امتحن مرات، وأوذي، ونفي من بلده ـ ثُم نقل قول ابن طاهر ـ ..) [سير أعلام النبلاء : (18 / 509)] .
وقال في تذكرة الحفاظ : (وكان سيفا مسلولا على المخالفين ، وجذعا في أعين المتكلمين ، وطودا في السنة لا يتزلزل وقد امتحن مرات ـ ثُم نقل قول ابن طاهر ـ ..) .

(1) الشرح والإبانة ص : ( ص 282 ) . (2) الإبانة : (2/479) .

(3)مجموع الفتاوى : (2 / 133) . (4) مجموع الفتاوى : (2 / 132)
[url=http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?t=3513]المصدر[/u
rl]

إسماعيل
Admin

عدد المساهمات : 831
تاريخ التسجيل : 18/12/2010

https://smail36.0wn0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى