منتدى بلدية الزيتونة


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى بلدية الزيتونة
منتدى بلدية الزيتونة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تخريج حديث: " اللهم لك صمت .. "

اذهب الى الأسفل

 تخريج حديث: " اللهم لك صمت .. "  Empty تخريج حديث: " اللهم لك صمت .. "

مُساهمة من طرف إسماعيل الخميس يوليو 21, 2011 10:52 pm




بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

@@حديث الدعاء عند الإفطار@@

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ".

وفي رواية: " الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت ".

اعلم - بارك الله فيك - أن هذا الدعاء جاء بعدة ألفاظ كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة، ولا تصلح في باب العبادات، ولا يجوز التعبد بها لضعف أسانيدها.

واللفظ الأول منها هو هذا الذي ذكرته مُصَدِّراً به هذا التخريج، وسيأتي ذكر بقية الألفاظ عند التعرض لشواهد الحديث أثناء تخريجه.

أما اللفظ الأول فقد أخرجه أبو داود في سننة (2/316) (358) وقال: حدثنا مسدد، حدثنا هشيم عن حصين، عن معاذ بن زهرة أنه بلغه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ".

وبهذا اللفظ ومن طريق معاذ بن زهرة، أخرجه أيضاً: أبو داود في المراسيل (ص124) (99) والبغوي في شرح السنة (6/265) (1741)، والبيهقي في الكبرى (4/239) وابن أبي شيبة في مصنفه (2/511)، وعلقه ابن المبارك في الزهد له (2/828) (1098) عن حصين عن معاذ مرسلاً. ولم يذكر أحدٌ منهم عن معاذ قوله: أنه بلغه، سوى أبي داود، فإنه ذكر ذلك.

ومعاذ هذا، لم يوثقه أحد غير أن ابن حبان ذكره في الثقات وفي التابعين من الرواة كما قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (8/224).

وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/248) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص951): "مقبول"، ومقبول عند الحافظ أي حيث يُتابَع كما قال الحافظ نفسه في مقدمة التقريب (ص81) حيث قال عن المرتبة السادسة:

" من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ مقبول، حيث يتابع، وإلا فليّن الحديث ".

وحيث لم يتابعه أحد فروايته هذه إذن ليَّنة لا حجة فيها.

ومعاذ بن زهرة، ويقال له: أبو زهرة، هو تابعي إذن، وهذا يعني أن الحديث السابق معلول بالإرسال، والمرسل من القسم الضعيف؛ لأنه لا يعرف الساقط من هو؟

قال الحافظ المزي - رحمه الله - في ترجمة معاذ بن زهرة: " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً في القول عند الإفطار ".

وقال الإمام البخاري - رحمه الله -: " معاذ أبو زهرة: قال حصين مرسل، قاله يحيى بن معين ".

وقال ابن أبي حاتم: " معاذ بن زهرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً روى عن الحصين بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك ".

وقال ابن حبان - رحمه الله -: " يروى المراسيل، روى عن حصين بن عبد الرحمن ".

قال الحافظ بن حجر - رحمه الله -: " مقبول أرسل حديثاً فوهم من ذكره في الصحابة " (1).

وقال ابن الملقن - رحمه الله - عن هذا السند الذي فيه معاذ قال في خلاصة البدر المنير (1/327): " رواه أبو داود بإسناد حسن لكنه مرسل ".

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/802) بعد أن ذكر أن أبا داود أخرجه من حديث معاذ قال: " وهو مرسل ".

وأورد الحديث المتقي الهندي في كنز العمال (7/81) (18056) وعزاه لأبي داود فقال: " عن معاذ بن زهرة مرسلاً ".

وأورد الحديث النووي في الأذكار (ص275) وعزاه لأبي داود أيضاً عن معاذ بن زهرة ثم ذكر الحديث وقال بعده: " هكذا رواه مرسلاً ".

وأخرج ابن السني الحديث في عمل اليوم واللية (ص169) (479) بلفظ آخر من طريق حصين بن عبد الرحمن عن رجل عن معاذ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت ".

وفيه راوٍ مبهم كما هو واضح في السند، وهو هكذا عند ابن السني (2) عن معاذ رضي الله عنه يوهم أنه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وليس كذلك وهو تصحيف لا أدري ممن هو؟ فالحديث لا يعرف أنه من مسند معاذ بن جبل بل هو من مراسيل معاذ بن زهرة، كما نص على ذلك الحفاظ من هذا الفن.

ومن الأدلة أيضاً على ذلك أن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - قال في تهذيبه (8/224) في ترجمة معاذ بن زهرة لما ذكر رواية أبي داود عن معاذ هذا قال: " وقد أخرجه ابن السني الحديث من وجه آخر عن حصين بلفظ آخر ولم يقل في سياقه أنه بلغه ".

وقول الحافظ: " عن حصين بلفظ آخر " هو اللفظ الذي أوردته قبل قليل، وذلك لأن ابن السني - رحمه الله - ذكر الحديث بلفظين أحدهما عن حصين عن معاذ مرسلاً كما سبق ذكره، والآخر عن ابن عباس وسيأتي ذكره.

وبهذا يتبين أن ما ورد في عمل اليوم واللية لابن السني تصحيف ظاهر، والله أعلم. ثم وقفت على طبعة أخرى جاء فيها السند من طريق حصين عن رجل عن معاذ بن زهرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر .. فذكره، والإرسال هنا ظاهر (3).

تنبيه آخر وهو: أن السند جاء في مصنف ابن أبي شيبة (2/511) (4) هكذا: حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن أبي هريرة مرفوعاً بمثله.

وهذا تحصيف لا شك فيه ويدل على ذلك ما يلي:

1- أن الحديث لا يعرف أنه من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، بل رواه معاذ بن زهرة، وابن عباس وأنس رضي الله عنهم.

2- أن حصين بن عبد الرحمن وهو السلمي لم أجد من ذكر أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، وهو كوفي من أهل واسط، وأبو هريرة في المدينة، وذكر أسلم الواسطي المعروف ببحشل في كتابه تاريخ واسط (98-99) أن حصين هذا روى عن ثمانية من الصحابة ثم ذكرهم بإسناده ولم يذكر منهم أبا هريرة - رضي الله عنه -.

3- أن العلامة الألباني لما خرَّج هذا الحديث في كتابه العُجاب إرواء الغليل (4/38) ذكر ابن أبي شيبة مع الذين رووا هذا الحديث من طريق حصين عن معاذ بن زهرة، وهذا يعني أن النسخة التي عنده بهذا السند.

4- أن معاذ هذا يقال له: أبو زهرة، فالذي يغلب على الظن: أن أبا زهرة تَحَرَّفت أو تصحفت إلى أبي هريرة والله أعلم، هذا وفي الحديث علة أخرى وهي: الاختلاف على حصين كما هو واضح في السند حيث: رواه سفيان عن حصين عن رجل عن معاذ بن زهرة ورواه هشيم عن حصين عن معاذ بن زهرة، وسفيان هذا هو الثوري، وهشيم هو ابن بشير السُلمي، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي. وحصين بن عبد الرحمن هو الذي اضطرب في الرواية فحدث به لسفيان بواسطة رجل عن معاذ، وحدث به تارةً لهشيم دون واسطة الرجل عن معاذ؛ لأن حصيناً هذا وإن كان ثقة إلا أنه تغيَّر حفظه.

قال أبن حاتم: " صدوق، ثقه في الحديث، وفي آخر عمره ساء حفظه "، وقال يزيد بن هارون: " قد نسي "، وقال النسائي: " تغيَّر "، وقال الحافظ: " ثقة تغير في الآخر ".

انظر تهذيب التهذيب (2/347-348) والتقريب (ص253) فالحمل عليه إذن لأن الرواة عنه ثقات، وهو مجروح في حفظه وضبطه، نعم لو لم يتغيّر لترجحت رواية هشيم؛ لأنه أثبت في حصين من سفيان والله أعلم.

وللحديث شاهد بلفظه السابق وهو حديثنا التالي:

" بسم الله، اللهمَّ لك صمت، وعلى رزقك أفطرت " - ضعيف جدا.

أخرجه الطبري في الأوسط (7/298) (549) والأصبهاني في تاريخ أصبهان (2/217-218)، والدارقطني في الأفراد [كما في أطراف الغرائب للمقدسي [2/36) (699)].

من طريق: إسماعيل بن عمرو حدثنا داود بن الزِّبْرِقان حدثنا شعبة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ... فذكره.

قال الدراقطني في الأفراد [كما في الطرائف الغرائب (2/36)] قال: " غريب من حديث شعبة عن ثابت، تفرد به داود بن الزبرقان عنه، وتفرد به عنه إسماعيل بن عمرو البجلي ".

وبمثل هذا قال أيضاً في المعجم الأوسط (7/298). أي: انفرد به داود بن الزبرقان عن شعبة من بين أصحابه، فتفرد به ولم يتابعه عليه أحد.

وهذا إسناد معلول بعلتين:

الأولى: إسماعيل بن عمرو البجلي المتفرد بالحديث عن داود هذا، وإسماعيل ضعيف الحديث.

قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: هو ضعيف وله عن مسعر غير حديث منكر، لا يتابع عليه، وقال الدراقطني: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: " ضعفه ابن عدي وجماعة " (5).

العلة الثانية: داود بن الزبرقان شيخ إسماعيل بن عمرو.

وهو داود بن الزبرقان الرقاشي بصري نزل بغداد.

قال عنه ابن معين: ليس بثقه.

وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه ابن المديني: " كتبت عنه شيئاً يسيراً، ورميت به وضعفه جداً ".

وقال البخاري: مقارب الحديث. وقال أبو داود: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بشيء، وفي موضع آخر: ليس بثقة.

وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: متروك. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث. وقال الجوزجاني: كذَّاب.

وقال ابن عدي - بعد أن ساق له عدة أحاديث قال عنه: " ولداود بن الزبرقان حديث كثير غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه عن كل من روى عنه مما لا يتابعه أحد عليه، وهو في جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم ".

وقال سعيد بن عمرو الرذعي: قلت لأبي زرعة: داود بن الزبرقان؟

قال: متروك الحديث، قلت: ترى نذاكر عنه أو نكتب حديثه؟ قال: لا.

وقال الحافظ ابن حجر: " متروك وكذبه الأزدي " (6).

وبداود هذا أعل الحافظ ابن حجر الحديث وضعفه، حيث قال في كتابه القيم التلخيص الحبير (2/802) " وإسناده ضعيف، فيه داود بن الزبرقان وهو متروك " أ.هـ

وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/159): " رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف ".

وأعله الألباني أيضا بداود في إرواء الغليل (4/38).

وبهذا يتبين لنا أن هذا الشاهد لا يصلح في باب الشواهد والمتابعات، ولا ينهض لتقوية غيره؛ لأنه بذاته شديد الضعف فكيف يقوى هذا على تقوية المعلول؟!

فإن إسناداً بهذا الوصف: أي: فيه مثل داود بن الزبرقان لا عبرة به في باب الاعتبار، لأنه من قيل فيه: متروك، أو : ليس بثقة، لا يصلح في باب الشواهد، ناهيك إن كان فيه من قيل فيه: كذَّاب. والحديث أورده المتقي الهندي في الكنزر (8/509) (23873) وعزاه للدراقطني في الأفراد عن أنس.

وللحديث شاهد آخر ضعيف نُبين حاله في البحث الذي يلي هذا:

" لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ".

وفي رواية أخرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:

" اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منَّا إنك أنت السميع العليم " - ضعيف جداً أو موضوع.

أخرجه الطبراني بلفظه الأول في المعجم الكبير (12/146) (12720) وبلفظه الثاني أخرجه الدراقطني في سننه (2/185) (26)، وابن السني في عمل اليوم واللية (ص169) (480).

كلهم من طريق: عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ... فذكره.

وهذا إسناد معلول بعبد الملك وأبيه هارون مع اختلافٍ فيه.

أقول: هارون والد عبد الملك هو: هارون بن عنترة اختلفوا فيه.

وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين.

واختلفت الرواية فيه عن الدراقطني، نقل عنه ذلك الذهبي في الميزان وضعفه هو وابنه عبد الملك في الضعفاء له وقال: " هما ضعيفان ".

وقال ابن حبان في هارون هذا: " منكر الحديث جداً يروي المناكير الكثيرة، حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك من كثرة ما روى مما لا أصل له، لا يجوز الاحتجاج به بحال ".

وذهب بعض العلماء إلى أن البلية من ابنه عبد الملك لا منه هو، لأن ابنه قد رمي بالكذب فالحمل عليه.

قال الذهبي في هارون هذا: " الظاهر أن النكارة في الراوي عنه ". وكذا قال الألباني في الإرواء: " وآفة هذا الإسناد من ابنه عبد الملك " (7).

وأما الابن فهو: عبد الملك بن هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني.

قال عنه الإمام أحمد: ضعيف الحديث. وقال يحيى بن معين: كذاب. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث.

وقال ابن حبان: " كان ممن يضع الحديث لا يحل كتابة حديثه إلا على وجه الاعتبار، وهو الذي يقال له: عبد الملك بن أبي عمرو حتى لا يعرف، كان كنية هارون أبو عمرو ".

وقال البخاري: منكر الحديث.

قلت: ومعنى منكر الحديث عند البخاري؛ أي: لا تحل الرواية عنه، نقل ذلك عنه ابن القطان. قال الذهبي في الميزان (1/119): [ونقل ابن القطان أن البخاري: قال: " كل من، قلت فيه منكر الحديث فلا تحلُّ الرواية عنه "].

وقال عنه النسائي: متروك الحديث. وقال السعدي: دجَّال كذَّاب.

وقال ابن عدي: " وعبد الملك بن هارون له أحاديث غرائب عن أبيه عن جده، عن الصحابة مما لا يتابعه عليه أحد ".

وضعفه الدراقطني في الضعفاء له (Cool.

قلت: إذن تعصيب الجناية برأس الابن عبد الملك أصح لأنه رُمي بالكذب، ولو قلنا: أن هذا الإسناد والمتن موضوعان، لما أبعدنا النجعة ولما بالغنا لأن عبد الملك هذا ممن يضع فهو الذي اصطنعه فصار في الظاهر شاهداً وليس كذلك.

وأعلَّ الهيثمي هذا الحديث بعبد الملك، فقال في المجمع (3/159).

" رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الملك بن هارون، وهو ضعيف ".

وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (1/327) عن حديث ابن عباس: " وفي إسناده عبد الملك بن هارون بن عنترة، وقد تركوه، وقال السعدي: دجَّال كذَّاب ".

وقال الحافظ في التلخيص (2/802) بعد أن ذكر من أخرجه قال: " بسند ضعيف " وتعقب العلامة الألباني الحافظ الهيثمي وابن حجر في قولهما عن الحديث " ضعيف " فقط فقال في إرواء الغليل (4/37): [ وفي ذلك تساهل منه ومن الذين قبلهن فإن حقهم أن يقولوا: " ضعيف جداً ". وذلك خشية أن يغتر أحد بظاهر كلامهم فيقوي الحديث (9) بحديث أنس معتمداً على قاعدة " يتقوى الحديث الضعيفة بكثرة الطرق، ومن شرطها أن تكون مفردات هذه الطرق غير شديدة الضعف، وهذا مما لم يتوفر في هذه الطريق عند التحقيق "] ا.هـ

قلت: وقد حصل ذلك حيث قال محقق كتاب الأذكار للنووي (10) معلقاً على المحقق في حاشية كتاب الأذكار (ص275): " ولكن له شواهد يتقوى بها ".

قلت: وأين هذه الشواهد التي تصلح أن يتقوى بها هذا الحديث فكلها طرق واهية لا تصلح في باب الاعتبار فوجودها كعدمها، فلا يخلو حال رواتها من الضعف الشديد.

وبفضل الله - سبحانه وتعالى - أن هناك حديثاً آخر إسناده حسن، يقال عند الفطر، وهو ما رواه أبو داود في سننه (2357) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله "].

وهذا الحديث إسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/802): " قال الدارقطني: إسناده حسن "].

وكذلك حسنه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/59) وفي إرواء الغليل (4/39) وانظر تخريجه مطولاً في التلخيص الحبير (2/802) وإرواء الغليل (4/39).

فإذا وجد مثل هذا الإسناد الحسن، والحسن حجة في الأحكام والعبادات، فلا حاجة للعمل بالحديث الضعيف الذي مضى تخريجه، فعليك أيها المسلم بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي يترتب عليه الأجر والثواب، أما الضعيف فاهجره فلا فائدة منه.

والله أعلم

نقلاً من كتاب تحذير الخلان من رواية الأحاديث الضعيفة حول رمضان للشيخ عبد الله الحمادي حفظه الله ص 74-82.
--------------------------------------------------------------------------------
1) انظر ما سبق من الأقول في: التهذيب [28/122]، والتاريخ الكبير للبخاري [7/364]، والجرح والتعديل [8/248]، ثقات ابن حبان [7/482]، تقريب التهذيب [ص951] .
2) طبعة مؤسسة الكتاب الثقافية، تحقيق: أبي محمد سالم بن أحمد السلفي .
3) طبعة مكتبة دار البيان، تحقيق بشير محمد عيَّون [ص226] [479] .
4) طبعة دار الفكر، تحقيق: سعيد اللحام .
5) الجرح والتعديل [2/190]، الكامل [1/525]، المغني في الضعفاء [1/128] .
6) انظر: تهذيب الكمال [8/392]، الجرح والتعديل [3/412]، ميزان الاعتدال [3/11]، الكامل لابن عدي [3/564]، أحوال الرجل للجوزجاني [ص111]، تاريخ بغداد [8/353]، تقريب التهذيب [ص305] .
7) انظر ما قبل في هارون بن عنترة في: المجروحين [3/93] الميزان [7/62]، ضعفاء الدراقطني [ص289] .
Cool انظر ما قبل في عبد الملك بن هارون في: المجروحين [2/133]، والجرح والتعديل [5/374] وضعفاء الدراقطني [ص289]، والكامل لابن عدي [6/529]، والميزان للذهبي [4/414]، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي [2/153] .
9) أي حديث ابن عباس الذي نحن بصدد تخريجه .
10) طبعة دار الهدى، تحقيق وتعليق فضيلة الشيخ/ عبد القادر الأرنؤوط حفظه الله ووفقه، وليته تأمل طرق وشواهد هذا الحديث قبل أن يطلق تلك العبارة، نسأل الله لنا وله التوفيق والسداد .

إسماعيل
Admin

عدد المساهمات : 831
تاريخ التسجيل : 18/12/2010

https://smail36.0wn0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى